حكم إجبار الرجل لزوجته الطبخ له في نهار رمضان
- الصيام
- 2021-12-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3070) من المرسلة م. ع. ي من اليمن، تقول: هل يجوز لي أن أطبخ لزوجي طعاماً في نهار رمضان، وهو مفطر متعمداً من غير عذرٍ؟ علماً بأنه لا يصلّي ولا يصوم، ولا يعرف شيئاً من القرآن؟
الجواب:
هذا السؤال من الأسئلة المؤسفة؛ لأن بعض الأشخاص يدّعي الإسلام بلسانه؛ ولكنه يخالف في أفعاله وفي أقواله.
ومن المخالفات: ترك الإنسان للصلاة، وتركه للصيام، وإجباره من تحت يده على أن يصنع له طعاماً، ويقدّم له المشروبات التي يرغبها.
هذا الشخص لا يجوز له أن يفعل ذلك، وعليه أن يراقب الله -جلّ وعلا-؛ فإن نفسه بيد الله، والله تعالى يقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"[1]، ومعنى ذلك: أن الإنسان يأخذ في حياته بالأسباب التي تجعله -إذا جاءه الموت- متلبّساً بأعمال المسلمين، لا يتلبّس بالأعمال التي تجعله من الخاسرين، ولا شك أن ترك الصلاة وترك الصيام من أسباب الخسران.
وأما بالنسبة للمرأة فلا يجوز لها أن تفعل له شيئاً من ذلك؛ لأن هذا من التعاون على الإثم والعدوان.
ومن جهةٍ ثالثة: إن هذا الزوج لا يجوز لها أن تكون زوجةً له؛ لأن ترك الصلاة إما إن يكون التارك جاحداً لوجوبها، وإما أن يكون متهاوناً ومتكاسلاً عنها. فإن تركها جاحداً لوجوبها فهو كافرٌ بإجماع أهل العلم، وإن تركها تهاوناً وكسلاً فإنه يستتاب ثلاثاً، فإن تاب وإلا قُتل مرتداً عن الإسلام: لا يُغسّل، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يرثه أقاربه المسلمون. فواجبٌ على هذه المرأة هي وأمثالها أن تتخلّص من الزوج الذي هذه صفته؛ لأن هذا لايصلح أن يكون زوجاً لامرأة تصلّي وتصوم وتعبد الله -جلّ وعلا-.
ومع الأسف إن كثيراً من النساء تأخذها العاطفة فتصبر على زوجها مع أنه لا يصلّي، ولا يصوم، ويشرب الخمر، وما إلى ذلك.
تقول هذا: زوجي، فإذا رددت عليها الكلام من ناحية بيان الحكم قالت: هذا زوجي! والمفروض أن الشخص يحكّم شرع الله-جلّ وعلا- بينه وبين زوجه. ولا يحكّم عاطفته أو مصالحه؛ سواء كانت هذه المصالح من الناحية الأسرية؛ كأولاد عند الزوجة من زوجها هذا، أو مصالح دنيوية بأن يكون غنياً ويعطيها شيئاً من المال. وبالله التوفيق.