Loader
منذ 3 سنوات

حكم حديث ( من قال لا إله إلا الله غرست له نخلة في الجنة )


الفتوى رقم (5848) من المرسل السابق، يقول: جاء في كتاب صيد الخاطر أن من قال: « لا إله إلا الله غرست له نخلة في الجنة »[1]، هل هذا الحديث صحيح جزاكم الله خيراً؟

الجواب:

        سأل موسى ربه أن يعلمه دعاء يدعو به فقال: « يا موسى، قل لا إله إلا الله. فقال: يا ربِ كلّ عبادك يقولون: لا إله إلا الله. فقال: يا موسى، لو أن السموات السبع وعامرهن غيري في كفة ولا إله إلا الله في كفة لمالت بهن لا إله إلا الله ».

        ولا شك أن هذه كلمة عظيمة؛ ولكن ليس المقصود أن يقولها الإنسان بلسانه ويخالفها بأفعاله أو يخالفها باعتقاده، فقد يقولها ولكنه يعبد غير الله يشرك مع الله غيره؛ كمن يقولها ويذهب إلى أصحاب القبور ويطلب منهم جلب النفع أو دفع الضر وهذا شركٌ أكبر ففي هذه الحالة لا يكون النطق بهذه الكلمة مفيداً. كما أنه يحرص على تجنب ما ينقص ثواب هذه الكلمة، فقد يقولها الإنسان ولكنه يزني ويشرب الخمر ويسرق ويعمل محرماتٍ كثيرة من كبائر الذنوب، فما كان قوله لهذه الكلمة بلسانه إلا مجرد حركة وليس مجرد أداء بحق هذه الكلمة من جهة النطق بها، ومن جهة العمل بمقتضاها. وقد يقولها الإنسان وهو -أيضاً- لا يصلي ولا يصوم ولا يزكّي ولا يحج؛ فيكون
-أيضاً- إما قالها تقليداً لغيره، أو بمجرد حركة لسانه؛ فالمقصود هو أنها كلمة عظيمة؛ ولكن لا بدّ من مراعاة أداء حقوقها، ولا بدّ من مراعاة تجنب جميع ما يكون له تأثيرٌ على هذه الكلمة. وبالله التوفيق.



[1] لم أجد من خرجه بهذا اللفظ، وسبق تخريجه بلفظ: « من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة ».