حكم الاحتفال في أسبوع من السنة لأناس يقال إنهم من الأولياء
- البدع
- 2021-12-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3039) من المرسل السابق، يقول: عندنا في كلّ عام يحتفلون في بعض الليالي بأناسٍ يُقال: إنهم من الأولياء، ويوزّعون الطعام والشراب، وقد يستمر الاحتفال لمدة أسبوع، فما حكم هذا العمل؟
الجواب:
الشخص قد يكون ولياً من أولياء الله، وقد يكون ولياً من أولياء الشيطان، فالمتبع لأوامر الله، المجتنب لنواهيه، هذا يكون ولياً من أولياء الله -جلّ وعلا-، والإنسان الذي يخالف أوامر الله، أو يفعل شيئاً مما حرّم الله -جلّ وعلا-، هذا من أولياء الشيطان. وتكون الولاية بينه وبين الشيطان بقدر ما يكون عنده من المخالفة. فليست الولاية معتبرة بالاسم والادعاء؛ يعني: ليست معتبرة من تسمية الإنسان لنفسه. وليست معتبرة من تسمية غيره له. فالعبرة بحقيقته. وأولياء الله -جلّ وعلا- لا يسلكون هذا المسلك، ولا يبتزون أموال الناس بأي أسلوب من الأساليب؛ سواءٌ كان على تقديم ولائم، أو كان على طريقة أخذ الأموال بأي وجهٍ من الوجوه التي يكون ظاهرها مشروعاً.
فمشايخ الطرق من هذا الباب؛ يعني: يعجز عن تحصيل عمل ووظيفة رسمية في المجتمع، فيبتكر طريقة ويسميها، وبعد ذلك يتدرج مع مجموعةٍ من الأشخاص من أجل أن يكونوا من المريدين له، وبعد ذلك ينشرون طريقته، ويلتف حوله كثيرٌ من السذّج، وبعد ذلك يبدأ باستفزاز أموالهم وأخذها بطريقٍ غير مشروعٍ.
وقد سألني بعض الأشخاص فقال: إن الولي عندنا في البلد إذا أردنا أن نذهب للحج، فإننا لا نذهب إلا بعد استئذانه، ولا يأذن لنا إلا إذا قدّمنا له خٌمْس مالنا.
يقول: وإذا قدمنا من الحج إلى بلدنا، لا يمكن أن يدخل الإنسان بيته إلا من بعد أن يأذن له الولي. ولا يأذن له الولي إلا إذا جاء وسلّم عليه وقدّم له كبشاً. فهذه الطريقة هي طريقة ابتزاز، فهذا وليٌ من أولياء الشيطان، وليس من أولياء الرحمن.
ومن أراد المزيد من التفصيل عن هذا الموضوع فبإمكانه أن يقرأ كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، لشيخ الإسلام ابن تيمية. وبالله التوفيق.