ما الظن المقصود في حديث: « أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء »؟
- شرح الأحاديث
- 2022-01-03
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8262) من المرسلة أ. ع. س من اليمن، تقول: روي عن النبي ﷺ، أنه قال عن ربه تبارك وتعالى: « أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء ». ما الظن المقصود به في هذا الحديث؟ وكيف أحسن الظن بربي، وكيف تكون إساءة الظن به -جل وعلا-؟
الجواب:
العبد تكون بينه وبين ربه علاقة، وهذه العلاقة هي العمل الصالح، وذلك بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وهو حينما يمتثل الأمر، ويجتنب النهي يحسن الظن بالله -جل وعلا- من جهة تفضله بقبول عمله وإثابته على ذلك، هذا بالنظر للأمور الأخروية، وبالنظر للأمور الدنيوية عندما يسأل ربه حاجة، وتكون هذه الحاجة مشروعة، يحسن الظن بربه أنه يستجيب دعاءه هذا، ويقضي حاجته، ولهذا نرى بعض الناس يحسن الظن بالله، فينذر نذراً فيقول: إن شفى الله مريضي، فلله عليه أن أفعل كذا، ويكون عنده حسن ظنٍ بالله -جل وعلا-، فيشفي الله -جل وعلا- مريضه. هذا جانب.
الجانب الآخر: أن الشخص يكون مقصراً في حق الله -جل وعلا-، والتقصير تارة يكون في باب الأمر بمعنى أنه يترك واجباً من الواجبات، أو يفعل شيئاً من المحرمات، ويتوب من هذا العمل ، وهو حينما يتوب من هذا العمل يكون عنده حسن ظنٍ بالله -جل وعلا- أنه يقبل توبته، ولهذا لما أساء رجلٌ الظن بالله، رأى رجلاً مكثراً من المعاصي فقال: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله -جل وعلا-: « إني قد غفرت له وأحبطت عملك ».
ومن جانبٍ ثالث: أن الإنسان في آخر حياته يحسن الظن بالله -جل وعلا- أن الله يغفر له ما مضى منه من تقصيرٍ قد يعلمه، وقد لا يعلمه، قد يحصل منه مخالفات لكنه يتنبه لها، وقد يحصل عنده مخالفاتٌ ولكنه لا يتنبه لها فيستغفر الله -جل وعلا- في آخر حياته، ويُحسن ظنه بالله أنه يغفر له ما مضى منه من تقصيرٍ، ويحسن خاتمته، وبالله التوفيق.