Loader
منذ سنتين

حكم عدم تواصل الجيران مع بعضهم لفترة طويلة


  • الجار
  • 2021-12-15
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4036) من المرسلة السابقة، تقول: يمر أيام أو أشهر إن لم نقل سنين، والجيران لا يعرف بعضهم بعضاً، هل من كلمة؟

الجواب:

        ينبغي على الجيران أن يعرف بعضهم بعضاً من وجوهٍ كثيرة، ومن هذه الوجوه: معرفة المكانة الشخصية للشخص، أي: مقر عمل هذا الشخص، وكذلك مكانة الجار العلمية، ومكانة الجار المالية، ومكانة الجار من الناحية العملية، هذه الأمور ينبغي ملاحظتها، فقد يكون الجار جاهلاً يحتاج إلى تعليم، وقد يكون الجار فقيراً يحتاج إلى من يساعده، وقد يكون بذيئاً فيحتاج إلى من يرشده لكف أذاه، فلو أن مجموعة من الجيران يجعلون دوريةً فيما بينهم، يجتمعون كل شهر ٍمرة، ويتدارسون جميع المشاكل التي تدور في الحي الذي يعيشون فيه، ويتفقد بعضهم بعضاً من جهة مواطن الحاجة، وإذا كان فيهم طالب علمٍ يكون في هذا الاجتماع إرشادهم، وتوجيههم إلى ما يعود عليهم بالنفع من طهارة، وصلاةٍ، وصيامٍ، وكذلك من جهة بيان مصارف الزكاة، وما إلى ذلك.

        وكذلك التحذير من المعاملات التي ليست بمشروعة، وتكون هذه الدورية عند كل واحدٍ مرة في الشهر، ولو أنهم جعلوها في المسجد وتولى ذلك إمام المسجد، فالأمر في هذا واسعٌ؛ لأن المهم هو معرفة الواقع، وعلاج ما يحتاج إلى علاج.

        ومما يؤسف له وهذا موجود: أن بعض الجيران يسكن في الحارة وقد يسكن سنة أو سنتين، لا يعرف أحداً ولا يعرفه أحد، ولا يحضر إلى الجماعة، ولا يتصل به أحدٌ من ناحية نصحه. ويوجد أيضاً بعض الأشخاص يسكن في الحارة، ويكون على فاقةٍ عظيمةٍ من الحاجة إلى ما يساعده من الناحية المالية، قد يبيت ليلتين أو ثلاثاً لا يأكل، وقد لا يكون عنده اللباس الضروري، فالذي ينبغي هو التنبه إلى أن الجيران يكونون نواةً لشق طريقٍ يكون فيه سعادتهم، وتنبيه بعضهم إلى بعضٍ فيما يعود عليهم بالنفع، ويدفع عنهم الضرر. وبالله التوفيق.