Loader
منذ سنتين

حكم ترك الصلاة أثناء المرض مع نية قضاءها بعد الشفاء


الفتوى رقم (4262) من المرسل م. أ. ص من اليمن، يقول: بعض الناس يداوم على أداء الصلاة؛ ولكن إذا أصيب بمرض ترك الصلاة نتيجة لضعفه، وهو على نية أنه عندما يشفى يؤدي ما فاته من الصلاة قضاء، ومنهم من يتوفى على أثر ذلك المرض، وهو قد ترك الصلاة لفترة من الزمن، هل حكمه حكم المسلم وتجب عليه الصلاة أم لا؟

 الجواب:

        أولاً: أن الشخص إذا عرض له عارضٌ من العوارض التي تمنعه من أداء الصلاة مع الجماعة، أو تمنعه من أداء الصلاة قائمًا أو تمنعه من أداء الصلاة جالسًا، فإن هذه المسألة من مسائل الرخص؛ لأن مسائل الشريعة منقسمة إلى قسمين:

القسم الأول: العزائم.

والقسم الثاني: الرخص.

        فما ثبت على وفق دليل شرعي خالٍ عن معارضٍ راجح هذا يسمى عزيمة، وما ثبت على خلاف دليل شرعي لوجود معارضٍ راجحٍ فهذا هو الرخصة، فالوضوء والغسل من باب العزيمة، والتيمم والمسح على الخفين مثلًا هذا من باب الرخصة، وعلى هذا المسار يسير الشخص في فروع الشريعة؛ بمعنى: أن الشرع تارة يكون عزيمة، وتارة يكون رخصة إذا كانت الرخصة قد شرعت في مقابله.

        وهذه المسألة التي سأل عنها السائل، هذه من باب الرخص، والرسول صلوات الله وسلامه عليه قال في شأن هذه المسألة: « صل قائماً، فإن لم تستطع فجالسًا، فإن لم تستطع فعلى جنب ».

        فالشخص إذا كان لا يستطيع أن يصلي مع الجماعة يصلي في بيته، إذا كان لا يستطيع أن يصلي قائماً يصلي جالساً، إذا كان لا يستطيع أن يصلي جالساً يصلي على قدر استطاعته، هذا أولاً.

         ثانياً: بالنسبة لهذا الشخص الذي ترك الصلاة على أمل أنه يصليها على أنها عزيمة، ولم يأخذ بالرخصة، هذا جهل منه.

           ثالثاً: أما الحكم على الشخص إذا شفي إذا فرضنا أنه تركها فإنه يقضيها، لكن إذا مات ولم يفعلها، فأمره إلى الله -جلَّ وعلا- وبالله التوفيق.