هل قراءة المولد بدعة؟ وحكم الوفاء بنذر قراءة مولد الرسول ﷺ بمناسبة قدوم طفل
- البدع
- 2021-07-09
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5471) من المرسل السابق، يقول: هل قراءة المولد بدعة؟
الجواب:
يقول الرسول ﷺ: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ». فقوله ﷺ: « من أحدث » كلمة (من) صيغة من صيغ العموم عامة للذكر وللأنثى، للغني وللفقير، للآمر وللمأمور، ولهذا يقول الله في شأن الرسول ﷺ: "وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)"[1]؛ يعني: لو أنه قال ونسب إلى الله ما لم ينزل به عليه وحي؛ فإذا كان هذا مقام الله مع رسوله ﷺ وهو أشرف الخلق؛ فحينئذٍ من دونه من الناس من باب أولى.
وبناءً على ذلك فهذا عامٌ لجميع مشيخة الطرق، وأصحاب التصوف، وجميع الذين ينسبون إلى هذه الشريعة ما ليس منها. وأما قوله ﷺ: « من أحدث في أمرنا » المقصود منه هذه الشريعة، وكلمة « في أمرنا » شاملة لأصول هذه الشريعة ولفروعها. وقوله: « ما ليس منه » يعني: إنه لم يدل عليه دليلٌ من كتابٍ ولا سنةٍ ولا إجماعٍ ولا قياسٍ، ولا يمكن أن يرجع إلى قاعدة من قواعد الشريعة؛ فهذا العمل أو القول الذي يكون بهذه المثابة يكون مردوداً على صاحبه من جهة، ويكون آثماً من جهةٍ أخرى، ومن ذلك هذه البدعة وهي بدعة المولد، والذين يحيونها يزعمون أن إحياءها من محبة رسول الله وأنها دليل على محبته. وعندما تنظر إلى هؤلاء الذي يحيون ليلة المولد تجد عندهم مخالفاتٍ للشريعة قولية، ومخالفاتٍ عملية غير مخالفتهم لبدعة هذا المولد. والرسول ﷺ لم يفعل هذا لإخوانه من أولي العزم، ولم يفعله لنفسه ﷺ، ولم يأمر به، ولم يفعله أبو بكر مع أن الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- قال في شأنه: « لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح »، فمقامه في التوحيد هذا المقام العظيم ومع ذلك لم يفعل هذا لرسول الله ﷺ، ولم يفعله عمر رضي الله عنه وهو الذي قال فيه الرسول ﷺ: « لو سلك ابن الخطاب وادياً لسلك الشيطان وادياً آخر »، ولم يفعله عثمان رضي الله عنه، ولم يفعله علي؛ فهؤلاء الخلفاء الأربعة لم يفعله أحد منهم، ولم يفعله أحدٌ من الصحابة الذكور ولا من الإناث، وجميع علماء وأعيان القرون المفضلة لم يفعله أحدٌ منهم؛ فهذا فيه إجماع من الصحابة والتابعين على عدم فعل هذا الشيء مع أنه لم يرد دليل يدل على مشروعيته والأصل هو منع ذلك؛ فالذين يزعمون هذا الزعم بإمكانهم أنهم يمتثلون ما أمر الله به ويمتثلون ما نهى الله عنه فما أمر الله به يفعلونه، وما نهى عنه على وجه التحريم يتركونه؛ وكذلك يمتثلون لما أمر به رسول الله ﷺ وما نهى عنه يتركونه على وجه التحريم فإنهم يتركونه؛ ولهذا يقول الله -تعالى-: "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ"[2] فمن أراد أن يحبه الله، وأن يحقق محبته لله -جلّ وعلا-، وأن يحقق محبته للرسول ﷺ؛ فعليه أن يتمسك بالإخلاص من وجهٍ، وبالمتابعة من وجهٍ آخر، وبهذا تحصل محبة الله للعبد، وتحصل محبة العبد لله، ويكون محباً للرسول -صلوات الله وسلامه عليه-. وبالله التوفيق.
الفتوى رقم (5472) من المرسل السابق، يقول: إذا نذر شخصٌ بقراءة مولد الرسول ﷺ بمناسبة قدوم طفل، هل يجب في هذه الحالة الالتزام بالوفاء بالنذر وقراءة المولد؟
الجواب:
النذر يكون طاعةً ويكون معصيةً، والرسول ﷺ قال: « من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه » فهذا نذر معصية، وبإمكانه أن يكفّر عن ذلك كفارة يمينٍ. وبالله التوفيق.