كيف نوفق بين من قال بأن الذكر في المولد بدعة وبين قوله تعالى "فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ"
- البدع
- 2021-06-23
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (538) من المرسل ج.ح.ع، يقول: نعلم أن الذكر في مولد الرسول بدعة؛ ولكن في القرآن يقول الله: "فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ"[1]، فكيف نجمع بين هذا وذاك؟
الجواب:
الأدلة التي تأتي في القرآن والسنة تكون دالة على أمور مشروعة، وهذه الأمور المشروعة تكون محمولة على الكمال وعلى التمام، وعلى هذا الأساس ما ورد في القرآن والسنة من مشروعية الأدعية يقصد به الأدعية التي يكون فيها اتباع للرسول، فهي أدعية ثابتة من جهة، وفيها اتباع للرسول من جهة أخرى.
والأدعية التي تقال في الموالد وأماكن البدع أو المناسبات البدعية بوجه عام قد يكون الدعاء مشروعاً في ذاته؛ ولكن لا يكون ذلك المحل أو الوقت محلاً أو وقتاً لمشروعيته.
وإذا وسّع الإنسان النظر في أمور الشريعة وجد أن الشارع حدد أمكنة وأزمنة للعبادات، وكذلك هيئات للعبادات.
فعلى سبيل المثال لو أن شخصاً قرأ فاتحة الكتاب في السجود بدلاً من تسبيح السجود، وقال: إن قراءة القرآن مشروعة يكون بهذا خالف سنة الرسول.
فالمقصود أنه لا بدّ للمكلف من أن يتقيد بالأدلة الشرعية من ناحية الأمكنة والأزمنة والأحوال، وما جاء منها مطلقاً فإنه يتقيد به على إطلاقه، ولا يقيده في مواضع البدع. وبالله التوفيق.