حكم ارتكاب الأمور المحرمة لاستمالة قلب الزوج والسيطرة عليه
- النكاح والنفقات
- 2021-09-23
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1758) من المرسلة السابقة، تقول: بعض الزوجات في قريتنا يرتكبن أعمالاً محرمة من أجل أن تستميل الزوج إليها، وتستطيع السيطرة عليه، وتذكر صوراً -لعله من المناسب عدم ذكرها -إنما ترجو التوجيه. جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الرابطة الزوجية بين الزوجين، تقتضي أن الزوج يأمن على نفسه وعلى ماله وعلى فراشه، يأمن زوجته؛ وكذلك بالنظر إلى طعامه وشرابه، ونفس الطريقة الزوجة بما أنها مؤتمنة على الزوج، فهو-أيضاً- مؤتمنٌ عليها، لا يجوز له أن يتجاوز فيها حدود الله، وهي -أيضاً- لا يجوز لها أن تتجاوز فيه حدود الله.
وما تفعله بعض النساء من الأساليب التي تستخدمها من أجل استمالة الرجل؛ كذهابها إلى كاهنٍ أو إلى ساحرٍ من أجل أن يعمل لها عملاً يقوّي الارتباط بينها وبين زوجها بحيث تشتد محبته لها، أو تعمل أعمالاً تمنعه عن السفر، فيكون مقيماً دائماً عندها، أو تعمل أعمالاً تستحوذ عليه من جهة قرابته، فتقطعه عن أمه وأبيه وإخوانه وأخواته وسائر أقاربه، وتنفرد به مستعينةً بشياطين الإنس وبشياطين الجن على تحقيق هذه الأغراض؛ هذا العمل لا يجوز؛ لأنه قد يكون شركا ًفي بعض أحواله؛ قد يكون شركاً أكبر في بعض أحواله، وقد يكون معصية؛ فعلى كلّ زوجةٍ أن تُحِّقق مع زوجها قول الرسول ﷺ: « الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة »[1]، وفي رواية: « ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله »[2]، هذه القواعد الأربع هي أساس العلاقة الشرعية فيما بين الزوجين.
وكما أنها مخاطبةٌ بذلك، فهو -أيضاً- مخاطبٌ بأن يقوم بجميع حقوقها الشرعية حسب استطاعته، والله سبحانه وتعالى عالمٌ بكلّ شيء؛ لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، "لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا"[3]، "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) "[4].
وعلى كلٍّ من الزوج والزوجة أن يتقي الله في الآخر حسب الاستطاعة. وبالله التوفيق.