Loader
منذ 3 سنوات

شرح حديث: « استعينوا على قضاء الحوائج بالكتمان »


الفتوى رقم (7071) من المرسل السابق، يقول: نرجو شرح قول النبي : « استعينوا على قضاء الحوائج بالكتمان »[1].

الجواب:

        الإنسان في حياته له أمورٌ إذا اطلع عليها الناس فلن يناله من هذا الاطلاع سوء؛ بمعنى: إنه لن يفوته مصلحة، ولن تترتب عليه مفسدة.

        وفيه أمورٌ خاصةٌ بالشخص إما في نفسه، وإما في أسرته، وإما في تعامله مع بعض الأشخاص، وهذه الأمور لو تحدّث فيها أمام الناس فقد يكون الحديث مبطلاً للعمل، وقد ينشأ عن الحديث إصابة الشخص بعين حاسدٍ، وقد ينشأ عن ذلك ترتيب فوات مصلحةٍ على هذا الشخص من أعدائه، أو إيصال مفسدة لهذا الشخص بطريقٍ أو بآخر.

        وهذه الأمور التي تكون خاصة بالشخص لا ينبغي له أن يطلع عليها أحداً من الناس؛ سواءٌ كانت هذه الأمور من باب التروك، أو كانت هذه الأمور من باب الأفعال، ولهذا كان ﷺ إذا أراد سريةً ورّى بغيرها. فاستعانة الإنسان على أموره بالكتمان هذا فيه جلب مصلحةٍ له ودرء مفسدة؛ أما إذا تكلم في أموره فإنها تصبح مجال الحديث فيما بين الناس، وسبق بيان المفاسد المترتبة على ذلك. وبالله التوفيق.



[1] أخرجه الروياني في مسنده(2/427)، رقم(1449).