Loader
منذ سنتين

حكم منع الحمل لامرأة من تنجب أطفالاً يصابون بمرض بعد بلوغهم ستة أشهر ثم يتوفون بعد بلوغهم السنتين


الفتوى رقم (2276) من المرسلة أ. م، من بغداد، تقول: أنا امرأة أبلغ من العمر ستة وعشرين عاماً، تزوجت من ابن عمي قبل سبع سنوات، ورزقني الله منه بطفلة صحيحة الجسم، وبعد ستة أشهر من عمرها أصيبت هذه الطفلة بضررٍ في مركز الدماغ، وبعد عامين توفاها الله، وخلال فترة مرضها راجعت الأطباء وأجروا لي فحوصات، وبعد ذلك حملت بالطفل الثاني فأمرني الأطباء بإسقاطه؛ وذلك لاستنتاجهم أنه سيكون بعد ولادته مثل أخته المتوفاة، وبعد سنتين حملت وأنجبت طفلاً، وبعد فحصه من قبل الأطباء قالوا: إنه سليم من جميع الأمراض، ولكن بعد ستة أشهر أصيب بالمرض نفسه الذي أصاب أخته، وهو -الآن- يبلغ من العمر سنة وستة أشهر، وقالوا: إنه سيموت عند بلوغه السنتين، وقد أجريت فحصاً لدمي ودم زوجي فتبيّن من الفحص أنه لا يوجد بنا مرضٌ وراثي، وأنا -الآن- حائرة هل أستمر في الإنجاب؟ علماً بأني كلما أنجبت طفلاً أصابه هذا المرض، أم أتوقف عنه؟

الجواب:

 مسألة سلامة الطفل من نشأته في بطن أمه، ثم بعد ذلك ولادته، ثم استمراره في الحياة، هذا الشرط ليس للمخلوقين، والله -جلّ وعلا- حكيمٌ عليم، فقد يكون الله -جلّ وعلا- قضى لك في علمه الأزلي أن لك أجراً على هذا الحمل والولادة، وتحمّل مصيبة فقد الولد بعد ولادته، وبخاصةٍ إذا تكرر، وتكون المصلحة لك أخرويةً لا دنيويةً عاجلة، والذي أنصحك فيه أنكِ تستمرين على الإنجاب؛ لأن الله -جلّ وعلا- على كلّ شيءٍ قدير. فهو -جلّ وعلا- قادرٌ على أن يكون المولود في المستقبل سليماً، ولا يحصل له شيءٌ من المرض.

 وأما ما يذكره الأطباء فهو مجرد تخمينٍ لا ينبغي للإنسان أن يعتمد عليه، وأن يرتّب عليه أحكاماً؛ بل الأمر لله -جلّ وعلا- هو القادر على كلّ شيء، والعالِم بكلّ شيءٍ، وعلى العبد أن يقوّي الارتباط فيما بينه وبين الله -جلّ وعلا-، والله -سبحانه وتعالى- على كلّ شيءٍ قدير. وبالله التوفيق.