Loader
منذ 3 سنوات

حكم الإعجاب بالعمل الصالح، ومعنى (المؤمن من سرته حسنته)


الفتوى رقم (6566) من المرسل السابق، يقول: في بعض الأوقات أتذكر بعض الأعمال الصالحة التي عملتها فأحمد الله على ذلك، وأنتهي عن تلك الأفكار عندما أذكر العجب وأنه يحبط العمل، هل هذا عجب؟ وما معنى الحديث: « المؤمن من سرّته حسنته وساءته سيئته »؟

الجواب:

        الرسول ﷺ قال حينما جاءه رجلٌ وجلس قال: « جئت تسأل عن البر؟ قال: نعم، قال: البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك »، وعلى هذا الأساس فمن سرّته حسنته فهذه فتوى القلب، ومن ساءته سيئته هذه فتوى القلب، فهذا دليلٌ على استقامة هذا الرجل.

        لكن مما يؤسف له أن بعض الناس يسير في حياته مع طريقٍ خاطئٍ، ذلك أنه يترك الواجب ويفعل المحرم ويكون في سرورٍ دائم، لا يكون عنده إحساس من ناحية تركه للواجب، ولا يكون عنده تأثرُ بالنظر إلى فعله للمحرم، ويكون هذا الشخص من الناس الذين عميت بصيرتهم، يقول -جل وعلا-: "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ"[1]، فينبغي على الشخص أن ينظر إلى نفسه فإذا عمل حسنةً حصل عنده سرور، وإذا حصل منه عمل سيئة حصل عنده ضيق في قلبه؛ فلا شك أن هذا من علامة الإيمان، أما الذي يترك الواجبات ويفعل المحرمات ولا يكون عنده إحساس في ترك واجبٍ وفعل محرم؛ فعليه أن يعيد النظر في نفسه، وأن يتجنب جميع المحرمات ويفعل الواجبات، ويسأل ربه الإعانة على ذلك. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (179) من سورة الأعراف.