Loader
منذ 3 سنوات

الحقوق الواجبة على كل واحد من الزوجين


الفتوى رقم (1821) من المرسل إ. ي من السودان مقيم في المملكة، يقول: ما الواجبات الملقاة على عاتق كلّ واحدٍ من الزوجين؟ ويُقال: بأن على الزوج ما يقرب من اثني عشر أمراً، أرجو توضيح ذلك جزاكم الله خيراً.

الجواب:

الحياة الزوجية: عبارة عن علاقة قائمة بين الزوجين، وهذه العلاقة تشتمل على أساسين:

الأساس الأول: أن يقوم كلّ واحدٍ منهما بما عليه من الحق للآخر.

والأساس الثاني: أن يتجنّب كلّ واحدٍ منهما ما يكون فيه إساءة إلى الآخر.

أما بالنسبة للأساس الأول: فهو أن يقوم كلّ واحدٍ منهما بما عليه للآخر:

 فهناك أمور مشروعة في حق الزوج؛ مثل: النفقة، والكسوة، والسكن، وتعليم المرأة ما تحتاج إليه من أمور دينها؛ وكذلك تنبيهها إلى ما لا ينبغي، وكذلك معاشرتها بالمعروف.

ومن الأمور أيضاً التي ينبغي أن يتنبّه لها الزوج أن يكون على وضوحٍ مع زوجته؛ بحيث يبيّن لها ما هي الأمور التي يطلبها منها، يحدّد لها الأمور المتعلقة به، ويحدّد لها الأمور المتعلقة بأسرته: بأمه، وأبيه، وبإخوانه. فإذا حدّد لها الأمور التي يريدها عند ذلك يستطيع أن يناقشها إذا حصلت منها مخالفة. وبالنسبة للمرأة يجب عليها -أيضاً- أن تقوم بحقوق زوجها.

 ومن الأمور التي ينبغي أن ينبّه عليها في هذا المقام، هو أن المرأة لا تسمح لأحدٍ أن يدخل بيت زوجها إلا بإذنه، ولا تخرج من البيت إلا بإذنه؛ وتعاشره بالمعروف؛ لأن كثيراً من النساء يحصل منهن إساءة على الرجال بالقول وبالفعل، والمفروض أنها تتعامل معهم في حدود ما أمر الله -جلّ وعلا- به.

وكذلك لا تؤذي أمه، ولا أباه، ولا إخوته؛ ولا تؤذي زوجته إذا كانت له زوجة أخرى، ولا تؤذي -أيضاً- أولاده إذا كان له أولاد من زوجةٍ أخرى.

فالمقصود أنها تحسن إلى زوجها، وتحسن إلى من يرتبط به في حدود الأمر المشروع.

والأساس الثاني: فمن ناحية الزوج يجب عليه ألّا يشق على زوجته، وألّا يسلك معها مسلك الإفراط، ولا يسلك معها مسلك التفريط؛ لأن بعض الأزواج يسلك مع زوجته مسلك الإفراط؛ فيغريها إغراءً كثيراً إلى درجة أنها تنفرط منه، أو يسلك معها مسلك التفريط إلى درجة أنه يضيّق عليها، ويقصّر في الحقوق الواجبة لها عليه؛ سواءٌ كانت الحقوق لها، أو كانت الحقوق لأولادها.

وقد تكون الزوجة فاقدة الأب، وفاقدة الأخ والعم؛ يعني: تفقد شخصاً يقوم بمقابلة الزوج، والتفاهم معه. وبعض الأزواج -سامحهم الله- يسلكون مع هذا النوع من النساء مسلكاً مشيناً للغاية، فيضيّقون عليهن حتى في النفقة وفي الكسوة، وفي السكن أيضاً؛ لأنه لا يرعوي من جهة الله -جلّ وعلا-، وهي ليس لها أحدٌ من الناس يقابل هذا الزوج ويناقشه.

ومن ناحية الزوجة: أيضاً قد تسلك مع زوجها مسلكاً سيئاً من ناحية أنها لا تتقيد بأوامره في البيت، ولا خارج البيت، فهو إذا جاء البيت لا يجد ما يسره منها، وكذلك تخرج من البيت بدون إذنه، وقد تحمله من التكاليف المالية مالا يستطيعه؛ لأن الناس يختلفون من ناحية الإمكانيات المادية.

 فالحاصل أنه يجب على كلّ واحدٍ من الزوجين أن يحسن إلى الآخر وألا يسيء إليه؛ وكذلك يحسن إلى من له به صلة، ولا يسيء إلى من له به صلة؛ وكذلك كلّ واحدٍ منهما يتحمّل ما قد يأتيه من مضايقاتٍ من الآخر حسب الإمكان، وبهذه الطريقة تقوى العلاقة الزوجية. وبالله التوفيق.