Loader
منذ سنتين

شرح حديث « يأتي زمان على أمتي القابض فيه على دينه كالقابض على جمرة من النار »


الفتوى رقم (3919) من المرسل السابق، يقول: اشرحوا لنا حديث رسول الله ﷺ الذي معناه: « يأتي زمان على أمتي القابض فيه على دينه كالقابض على جمرة من النار »[1].

الجواب:

        المقصود من هذا الحديث: أنه يأتي زمان على الناس، يقلُّ فيه المتمسك بدينه الممتثل بأوامر الله، والمجتنب لنواهيه، ويكثر الناس المخالفون لدين الله، الذين يتركون الأوامر، ويفعلون النواهي، وقد تكون لهم السلطة، كما إذا كان الإنسان في بلد حكامها كفار، فتحصل له مضايقة من ناحية الأفراد الذين يخالفون أوامر الله، ويفعلون ما نهاهم الله عنه، يتركون الواجبات، ويفعلون المحرمات، فيتضايق هو منهم نفسياً، ويتحرج من مقابلتهم، والجلوس معهم. وهم يضايقونه لأنهم يعتبرونه عدواً لهم، وقد تتدرج المضايقة إلى مضايقته من جهة تطبيق الأنظمة عليه، وذلك من أجل أن يرتحل عن البلد.

        فهذه الأمور تحتاج إلى أن على الشخص أن يصبر ويحتسب ولا يبالي؛ لأن المتصرف هو الله -جل وعلا-، ولا ينبغي له أن يتأثر بما يشاهد، وإن كان عنده قدرة على النصيحة يفعلها، وإلا فيأخذ بقوله -تعالى- لرسوله ﷺ: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)}[2]. وقد جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا محمد، أعطني، فإن مدحي زين وذمي شين، يعني: إن أعطيتني مدحتك، وإن منعتني ذممتك، فقال الرسول ﷺ له: « ذاك الله هو الذي إذا مدح فمدحه زين، وإذا ذم فذمه شين ».

        فعلى الإنسان أن يتقي الله في جميع المواقف، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وبالله التوفيق.



[1] أخرجه الترمذي في سننه، أبواب الفتن(4/526)، رقم(2260).

[2] الآيتان (127-128) من سورة النحل.