Loader
منذ 3 سنوات

أعاني من قسوة قلب في بعض الأمور الخارجة عن إرادتي مع الأهل وخاصة مع والدتي، ثم بعد ذلك أندم وأستغفر أرشدوني إلى طريق الخير والصلاح


  • فتاوى
  • 2021-07-22
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (6257) من مرسلة من الأردن -الرمثاء تقول: أنا فتاة أبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاماً. أحرص على عمل الخير دائماً؛ ولكن أعاني من قسوة قلب في بعض الأمور الخارجة عن إرادتي مع الأهل وخاصة مع والدتي، ثم بعد ذلك أندم كثيراً وأستغفر الله. وسبب قسوة القلب هذه أنني أرغب في الزواج من رجل تقي متدين، وأرغب العيش في مكة المكرمة معه لأداء العمرة كل سنة، هذا هو سبب الخلاف بيني وبين أهلي، أرشدوني إلى طريق الخير والصلاح وإلى ما أتمناه جزاكم الله خيراً.

الجواب:

        هذه المسألة لها عدة جوانب:

        فالجانب الأول هو الأم، فالأم لا ينبغي أن تتعصب لابنتها أو ضد ابنتها، ويكون هذا التعصب مذمومًا. لا ينبغي لها أن تسلك ذلك كما لو فرض على بنتها أن تتزوج ابن أخيها؛ يعني: ولد خالها وهو غير كفء، وتتعصب لذلك وتغضب وتزعل على البنت. أو تريد منها تتزوج ابن صديقة أمها ولا يكون صالحاً.

        والجانب الثاني جانب الأب قد يفرض على البنت أن تتزوج شخصاً يريده هو: ابن أخيه، أو ابن صديقه، أو صديقه. ولا ينظر إلى كفاءته بل يُريد أن ينفذ إرادته؛ فهذا لا يجوز له.

        الجانب الثالث جانب البنت؛ فالبنت لا ينبغي أن تتعصب لرأيها تفرض أنها تتزوج فلاناً عيناً، وهو يتصف بمانع من الموانع الذي تجعله غير صالح للزواج بها؛ ولكنها تتمسك برأيها. والرسول ﷺ بيّن الحكم الذي ينبغي سلوكه فقال بالنسبة للرجل: «إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير» وبالنسبة للمرأة جاء فيها قوله ﷺ: « تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدِّين تربت يداك ».

        وبناء على ذلك فعلى هذه السائلة أن ترجع إلى نفسها وأن تنظر من هو المحق في ذلك هل هي المحقة في ذلك أو أنها مخطئة في ذلك. وحصول المضايقة عندها هذه المضايقة تارة تكون نتيجة تعصب؛ بمعنى: إنها تعصبت هي فتكون هي السبب، أو يكون من جهة تعصب والدها أو والدتها.

        فالمقصود هو أنه يبحث عن السبب الذي أحدث عندها هذه القسوة ويُعالج هذا السبب.

        أما ما ذكرته من فرض أنها تتزوج من ذكرته، وأنها تكون في البلد الفلاني؛ فهذا في إمكانها ألاّ تفرض ذلك، ولكن عليها أن تسأل الله -جلّ وعلا- أن ييسر لها من هو مرضي في دينه وفي أمانته. وبالله التوفيق.