حكم صيام من استأصل كلية
- الصيام
- 2021-12-15
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3968) من المرسل ع. ح.خ، من الأردن، يقول: عملت عملية جراحية وهي استئصال كلية، وأنا الآن أعمل بكلية واحدة منذ عام تقريباً، هل عليّ صيام شهر رمضان المبارك؟ وإذا لم أستطع فماذا أعمل؟ علماً بأنني أجريت العملية في رمضان السابق، وجهوني جزاكم الله خيراً.
الجواب:
يقول الله -جل وعلا- {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[1] وأهل الذكر يكونون في كتاب الله -جل وعلا-، يكونون أهل ذكر في كتاب الله جلا وعلا، وأهل ذكر في سنة رسوله ﷺ ويكونون أهل ذكر في وسائل تطبيق الشريعة، يكون عندهم استعداد لمعرفة وسائل التطبيق، ومن ذلك علم الطب عندما يحتاج إلى الطبيب في معرفة بعض الحقائق الطبية التي لها تعلق بأمر شرعي، فهذه المسألة التي سأل عنها هذا السائل، وهو كونه لا يستطيع الصيام؛ نظراً إلى وجود كلية واحدة، هذا يحتاج على عرضه على الأطباء المختصين، فإذا قرروا أنه لا يستطيع الصيام طول حياته، وأنه سيترتب عليه ضرر يصعب عليه تحمله فحينئذ يكونون من أهل الذكر في ذلك، ويبنى على ما يصدر منهم من تقرير. وإذا تقرر عذره عن الصيام طول حياته، فإنه يفطر ويكفيه الإطعام، يعني: يطعم عن كل يوم مسكيناً، ومقدار الإطعام كيلو ونصف من البر، أي: نصف صاع من البر، أو الأرز، أو من قوت البلد التي يكون فيه هذا الشخص.
وهذه المسألة راجعة إلى قاعدة المشقة تجلب التيسير، وهذه القاعدة متقررة من أدلة القرآن ومن أدلة السنة، وأبلغ آية جاءت في هذا المقام قول الله -جل وعلا-: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ}[2] فإن كلمة(حرج) نكرة في سياق النفي، وقد أكدت هذه النكرة بالنفي الواقع قبلها، وقد أكدت هذه النكرة في كلمة مِنْ؛ لأن فيه نفي مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ، وفيه مِنْ المؤكدة لعموم هذه النكرة فالله -سبحانه وتعالى- شرع التخفيف على أمته. وبالله التوفيق.