هل الحديث بما معناه: « من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم » حديثٌ صحيح، وما معناه؟
- شرح الأحاديث
- 2021-08-04
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7064) من المرسلة السابقة تقول: هل الحديث بما معناه: « من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم » حديثٌ صحيح، وما معناه؟
الجواب:
الرسول ﷺ يقول: « مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى »، فلا شك أن الإنسان مأمورٌ بالقيام بمصالحه بنفسه، وإذا كان يستطيع أن يساعد غيره بالقول أو بالفعل أو بالمال فهذا -أيضاً- مشروعٌ في حقه؛ لأنه داخلٌ في عموم قوله -تعالى-:"وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"[1].
وأما الحديث الذي ذكرته: « من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم » فهذا لا تحضرني درجة الحديث؛ ولكني ذكرت الحديث الذي في بداية الكلام ومعناه من ناحية هذا صحيح؛ لأن من الأمور التي تدل على بعض المسائل. وهذه المسألة قد ينشأ عنها تقرر قاعدة كلية في الشريعة، وتكون هذه القاعدة الكلية متقررةٌ عن استقراء الأدلة من الكتاب والسنة، فلا شك أن اهتمام المسلم بأمر المسلمين هذا من الأمور الواجبة عليه، فواجبٌ عليه أن يهتم بأمر المسلمين؛ لكن كل واحدٍ يهتم بحسب ما أعطاه الله من العلم من جهة، ومن القدرة من جهةٍ أخرى. والقدرة -هنا- تكون قدرةً عقلية، وتكون قدرةً فكرية، وقدرةً من ناحية المكان، وقدرةً من ناحية النفس، وقدرةً -أيضاً- من ناحية القول، وقدرةً من ناحية الفعل، وقدرةً من ناحية المال، وقدرةً من ناحية البصيرة.
فعلى الإنسان أن يتعاون مع إخوانه المسلمين وأن يهتم بأمورهم، فالقاعدة متقررة بطريق الاستقراء القطعي المأخوذ من كتاب الله ومن سنة رسوله ﷺ. وبالله التوفيق.