Loader
منذ سنتين

حكم أخذ زيادة على الأسعار التي وضعها صاحب السلعة


الفتوى رقم (2459) من المرسل السابق، يقول: أنا أشتغل في محل، وصاحب المحل يضع قائمة بأسعار السلع المعروضة للبيع، فإذا جاء المشتري وطلب السلعة أخبرته بسعرٍ يزيد عما حدده صاحب المحل، فيأخذ هذه السلعة، فهل هذه الزيادة لي أو لصاحب المحل؟ وإذا كنت في السابق آخذ هذه الزيادة، فكيف العمل الآن؟

الجواب:

        هذه المسألة يكثر وقوعها بين الأشخاص الذين يشتغلون عند التجار، يأتي التاجر ويجعل شخصاً في المحل التجاري، ويكون هذا المحل التجاري فيه مجموعة من أصناف التجارة، كلّ صنفٍ يوضع في قائمة منه أعيان، ويُجعل السعر أمام العين، وصاحب المحل يجعل سعراً أعلى وسعراً أدنى، السعر الأدنى هذا لا يمكن أن تباع السلعة بدونه، ويكون البيع بين السعر الأعلى وبين السعر الأدنى، فإذا فرضنا أن السعر الأعلى مائة، والسعر الأدنى ثمانون؛ يعني: أجاز للشخص الذي في المحل أن يبيع هذه السلعة بين المائة وبين الثمانين؛ ولكنها لا تنزل عن الثمانين، لكن المستأجر في المحل هذا يبيع بأكثر من المائة؛ يعني: يبيع مائة وخمسة، مائة وعشرة، فإذا جاءه مشترٍ يزيد في السلعة عشرة، خمسة عشر ريالاً، عشرين ريالاً في المائة، ثم إن هذه الزيادة يأخذها في جيبه، ويقول: إن صاحب المحل حدد لهذه السلعة سعراً، وهذا أنا أخذته من الزبون، فهذا عملٌ لا يجوز؛ لأن السلعة ملكٌ لصاحب المحل، وهي ظرفٌ للمال الذي يدفع بها، فإذا دفع المُشتري ثمانين، أو خمسة وثمانين، أو تسعين، أو مائة، أو أكثر من ذلك، فإن هذا حق لصاحب المحل، ولا يجوز للمستأجر أن يأخذ ذلك، وإذا كان قد أخذ شيئاً فإنه يعيد جميع ما أخذه لصاحب المحل، إذا كان  اشتغل عند أكثر من صاحب محل، فكلّ صاحب محل ٍ يعيد إليه ما أخذه منه.

        وفيه حيلة يفعلها بعض الحذّاق في هذا المجال من المستأجرين، يطبع أبواكاً باسم المحل، وصاحب المحل طابع أبواكاً، والأرقام واحدة في الأوراق، إذا باع السلعة كتب سعر صاحب المحل عليها، وأبقى هذه الورقة في المحل، ويكتب للمشتري ثمن الذي أخذه منه، فإذا فرضنا أن السعر لصاحب المحل مائة، كتب في ورقة صاحب المحل مائة، وإذا كان قد باع هذه السلعة بمائة وعشرة يكتب للمشتري من البوك الذي طبعه هو، يكتب في ورقة مائة وعشرة، فيظن المشتري أن صورة ما أخذه باقية في المحل، ويظن صاحب المحل أن صورة ما بقي في المحل أخذها المشتري، وهذه لعبة يلعبها بعض الأشخاص؛ ولكن على الإنسان أن يتقي الله سراً وعلانيةً، فإن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء. وبالله التوفيق.