Loader
منذ سنتين

حكم نثر الأرملة الدقيق على بيوت الناس بعد 40 يوم على وفاة زوجها


  • الإحداد
  • 2021-12-17
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4138) من المرسل م. ع من ليبيا، يقول: عندما يموت رجل ويدفن بعد أربعين يوماً تأخذ زوجته دقيقاً، وتصطحب معها بعض النساء، وتأخذ برمي الدقيق على عتبات كل منزل، فما تقولون بفعل هذه المرأة؟

الجواب:

        الشخص الذي يقول قولاً، أو يفعل فعلاً يكون قوله مصحوباً بقصد مما يريده من هذا القول، ويكون فعله مصحوباً بقصده فيما يريد بهذا الفعل؛ كالإنسان الذي يصلي قد تكون صلاته طاعة، وقد تكون صلاته شركاً، ولهذا الرسول ﷺ جاءه رجل يسأله عن الجهاد فقال ﷺ: « الرجل يجاهد فداء، الرجل يقاتل شجاعة، والرجل يقاتل حمية، والرجل يقاتل ليرى مكانه، قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ».

        فهذا الجهاد اختلف حكمه باختلاف قصد فاعله، فالقصد في الأقوال، والقصد في الأعمال، ولهذا لما كان بعض الأشخاص لا يصدر منه قصد، أو لا يكون القصد منه معتبراً، قال الرسول ﷺ في شأنهم: « رفع القلم عن ثلاثة، فذكر الصبي حتى يبلغ، المجنون حتى يفيق، النائم حتى يستيقظ »؛ وذلك لأنهم متلبسون بأمور تمنع من صدور القصد، ولو صدر القصد فرضاً فإنه لا يكون معتبراً، ولهذا طلاق المجنون لا يقع، وكذلك النائم لو طلق وهو في نومه على وجه الحقيقة، فلا يكون طلاقه معتبراً.

        فالمقصود هو أنه لا بد أن يتنبه الشخص للمقصد، فهذه المرأة عندما تأخذ هذا الدقيق وتذره على عتبات أبواب البيت، هو لم يذكر في السؤال ما مقصودها من ذلك، ولكن لا يجوز لها أن تفعل ذلك؛ لأن هذا لن يصدر منها إلا عن اعتقاد هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن هذا فيه إهانة للنعمة، فلا يجوز لها أن تفعله، وقد يكون القصد القائم عندها أن هذا يجعل هذا الفعل من أنواع الشرك. وبالله التوفيق.