حكم من يتبع الطريقة الصوفية بحجة أنهم من أولياء الله
- البدع
- 2021-12-31
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7959) من المرسلة السابقة، تقول: ما حكم من يتبع الطريقة الصوفية بحجة أنهم من أولياء الله الصالحين؟ وهل للأولياء الصالحين كرامات؟
الجواب:
من المعلوم أن الواجب يكون على سبيل وجوب العين، ويكون على سبيل وجوب الكفاية.
فالواجب على الشخص على سبيل العين تعّلم ما كُلف به؛ فعلى سبيل المثال: هو مكلف بالطهارة، ومكلف بالصلاة، ومُكلفٌ بالصيام، ومكلفٌ بالحج، ومكلفٌ بمعرفة أحكام البيع والشراء إذا كان يبيع ويشتري، وهكذا في سائر أبواب العلم، فيجب عليه أن يتعلم كيفية الإيمان بالله، ويجب عليه أيضاً أن يتعلم توحيدَ الله -جل وعلا-، وأن يعرف ما ينافيه من الشرك، لكنه يتعلم ذلك من العلماء الموثوقين.
والرسول ﷺ حينما ذكر افتراق اليهود على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وأن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة قال: « كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ».
فالشخص عندما يريد أن يعبد الله -جل وعلا- يأخذ علم هذا التعبد مِمّن يثق بدينه وأمانته وعلمه.
أما الأشخاص الذين يدّعون أنهم متصوفة وأنهم من أولياء الله فالدين ليس فيه تصوف؛ فالرسول ﷺ هو أتقى الناس وأعبد الناس، ومع ذلك لم يوصف بالتصوف، وكذلك أبو بكر وعمر؛ يقول الرسول ﷺ: « وزنتُ بأهل الأرض فرجحتُ، ووزن أبو بكر بأهل الأرض فرجح، ووزن عمر بأهل الأرض فرجح، ثم رفع الميزان »، وهكذا بالنظر إلى عثمان وعلي وسائر الصحابة والتابعين وأتباع التابعين -رضي الله عنهم- فإنه لم يُعرف عنهم هذا المذهب.
فعلى الإنسان أن يعبد الله -جل وعلا- كما شرع الله، وأن يأخذ هذا الدين ممن يثق بدينه وعلمه وأمانته وعمله أيضاً؛ لأنه قد يدعو في علمه ولكنه لا يكون عاملاً، وقد يدعو بعلمه ولا يكون أميناً، وما إلى ذلك.
فالمقصود أنه لا يأخذ دينه إلا ممّن هو مرضيٌّ بهذه الصفات التي ذكرتها، وبالله التوفيق.