Loader
منذ 3 سنوات

شرح حديث ( اللغو في اليمين كلام الرجل في بيته لا والله...)


الفتوى رقم (5843) من المرسلة ش.غ.ق. من الخرج، تقول: أرجو من فضيلتكم توضيح هذا الحديث "روى أبو داود عن عائشة لأن رسول الله ﷺ قال: « اللغو في اليمين هو كلام الرجل في بيته كلا والله وبلى والله »([1]).

الجواب:

        الشخص عندما يحلف تارةً يكون حَلفه ناشئاً من عقده هذا اليمين في قلبه، وتارة يجري على لسانه من غير قصدٍ، ولا فرق فيما إذا كان قلبه معقوداً عليه. لا فرق فيه بين أن يكون باراً في يمينه، أو أن يكون كاذباً، أو أن يحلف على أمرٍ يريد منع نفسه منه. وواجبٌ عليه أن يمنع نفسه منه ولكنه يؤكد ذلك، أو أنه يحلف على أمر من أمور البر يريد أن يفعله، فإذا كان الشخص كاذباً فإنها يمين غموسٍ ويكون آثماً في عقدها ولا كفارة فيها. وإذا حلف على أمرٍ من الأمور المشروعة وعقد قلبه عليه فقد قال الرسول ﷺ: « إني لأحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا أتيت الذي هو خير وكفّرت عن يميني ».

        أما إذا حلف كما جاء في السؤال بلسانه ولم يعقد قلبه عليه ويجري هذا الحلف بلسانه؛ كقوله: لا والله، وبلى والله؛ فهذا من لغو اليمين الذي قال الله فيه: "لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ"[2] فالله سبحانه وتعالى لا يؤاخذ بهذا اللغو لا من ناحية الإثم ولا من ناحية ترتيب الكفارة عليه. وبالله التوفيق.



[1] أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الأيمان والنذور، باب لغو اليمين(3/223)، رقم (3254).

[2] من الآية (89) من سورة المائدة.