Loader
منذ سنتين

معنى الحديث: « لعن رسول الله ﷺ الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل »


الفتوى رقم (10580) من مرسلة لم تذكر اسمها، تقول: ما معنى الحديث: « لعن رسول الله الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل ». هل معنى هذا الحديث أنهم مستحقين للعن والطرد والإبعاد عن رحمة الله؟

الجواب:

        هذا حديث ثابت عن الرسول ﷺ ومعناه: أن المرأة تترجل في لباسها؛ بمعنى: إنها تلبس لباساً على الهيئة التي يلبسها الرجال؛ وهكذا بالنظر للرجل فإنه يتأنث ويلبس لباساً على هيئة لباس النساء. وهذا الحديث على ظاهره. واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله -جل وعلا- ولكن لا يُفهم منه أن الرجل الذي يعمل هذا العمل أنه خارجٌ عن دائرة الإسلام. وبيان ذلك أن هذا النوع من الأدلة في أحاديث كثيرة مثل هذه الأمور تحتاج إلى نظرٍ من جهة الشخص الذي يعملها، هل توفرت فيه أركان الإيمان؟ هل توفرت فيه أركان الإسلام؟ فإذا توفرت فيه أركان الإسلام وأركان الإيمان يكون ما عمله هذا معصية ولا يُقال: إنه خارجٌ عن الإسلام لوجود أركان الإيمان ولوجود أركان الإسلام، وهكذا جاءت أدلة كثيرة في القرآن، وجاءت أدلة كثيرة في السنة فيها الوعيد على بعض الفروع؛ يعني: على ترك واجبٍ ما أو فعل محرمٍ ما. هذا الواجب الذي يترك لا بد من النظر إلى هذا الشخص من جهة توفر أركان الإيمان وأركان الإسلام؛ وهكذا بالنظر إلى الفعل المحرم هذا من جهة الترك، وهكذا من جهة الترغيب؛ بمعنى: الترغيب في بعض الأحاديث؛ مثل: « رحم الله امرأً صلى قبل الظهر أربعاً وأربعاً بعدها »؛ يعني: حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع ركعاتٍ بعد الظهر. هذا الشخص إذا حافظ على أربعٍ قبل الظهر وأربعٍ بعدها واختل فيه ركنٌ من أركان الإسلام أو ركنٌ من أركان الإيمان؛ فحينئذٍ لا نقول بسلامة دلالة هذا الدليل، فلا بد أن ننظر إلى هذا الشخص هل توفرت فيه أركان الإيمان؟ هل توفرت فيه أركان الإسلام؟ فإذا توفرت فيه أركان الإيمان وأركان الإسلام فإننا نبقي هذا الحديث على دلالته؛ وهكذا ينظر الشخص إلى ترك واجبٍ ما أو فعل محرمٍ ما؛ لكن هذا الواجب لا يصل إلى درجة ناقضٍ من نواقض الإسلام وكذلك فعل هذا المحرم، فلا بد أن يكون من كبائر الذنوب مثلاً؛ وهكذا بالنظر للأحاديث التي جاءت في الترغيب في بعض الأعمال لا بد من عرض ذلك كله على الأصول التي تقدمت. وبالله التوفيق.