Loader
منذ 3 سنوات

حكم موافقة النصارى في العطلة الأسبوعية


الفتوى رقم (713) من المرسل السابق، يقول: هل يجوز أن تكون العطلة الرسمية للمسلمين في نفس الميعاد الذي يعيّد فيه المسلمون والمسيح؟

الجواب:

فيه عيدان للمسلمين عيد الفطر وعيد الأضحى، وهما عيدان شرعيان ثبتا بالأدلة الشرعية، وما عدا ذلك فليس هناك أعياد شرعية.

        وما يفعل في بعض المناسبات في ليلة سبع وعشرين من رجب على أنها ليلة الإسراء، وليلة النصف من شعبان، وليلة الثاني عشر من ربيع الأول على أساس أنه مولد الرسول ، وجميع المناسبات التي من هذا النوع، ويقصد فيها التقرب إلى الله -جلّ وعلا- فهذا من باب البدع؛ لأن الرسول قال: « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد »، وفي رواية: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد »، فهو لم يفعل هذا في حياته ولم يأمر بها؛ وكذلك الخلفاء والصحابة والتابعون وأتباع التابعين. وقد ثبت عن الرسول أنه قال: « خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم » قال الراوي: لا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة، والخير في اتباع سنة الرسول ، وقد ثبت أنه قال: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسّكوا بها وعظوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور ». فهذه المناسبات إذا سميت أعياداً فإنها أعياد بدعية؛ لأنه لا مستند لها من الشرع.

وبناء على هذا: فما كان منها موافقاً لأعياد المشركين، فإنه يكون بدعة، ويكون فيه مساعدة للمشركين، وإظهار لأعيادهم وموافقتهم في عيدهم، ويمكن -أيضاً- يكون بين بعض المسلمين وبين هؤلاء من المشركين من التعاون والتعاطف، وما إلى ذلك، وهذا لا يجوز؛ لأن الله قال: "لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ"[1] وثبت عن النبي أنه قال: « من تشبه بقوم فهو منهم ».

فعلى المسلم ألاّ يمزج شخصيته الإسلامية بشخصية شركية أو بدعية؛ لأنه إذا مزج الشخصية الإسلامية بالشخصية الشركية أو البدعية، فقد تذوب شخصيته على مر الأيام، وبعدها ينقلب من شخصيته الإسلامية إلى شخصية بدعية؛ يعني: يكون مبتدعاً؛ وكذلك شركية يكون مشركاً؛ لأن الاقتران بالأشخاص له تأثير على شخصية الإنسان، ولهذا يقول الرسول : « المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل ».

 فعلى المسلم أن تكون له شخصية إسلامية مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله، وبهذه الطريقة يكون مرآة للأشخاص الآخرين، يبيّن لهم مواطن الخطأ، وينبههم على مواطن الصواب. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (22) من سورة المجادلة.