Loader
منذ 3 سنوات

النزاع بين الزوجين وتقاطعهما فترة طويلة


الفتوى رقم (1926) من المرسل أ. م من العراق -محافظة دهوك، يقول: لي والدان بينهما سوء تفاهم، واستمرا على هذه الحال ثلاث عشرة سنة وهم في خصام ونزاع، ويربيانِ أولادهما، ولكن لا يكلمان بعضهما ، فسوء التفاهم طال بينهما ، فهل يجوز استمرارهما مع بعضهما وهما على هذه الحال؟ وما موقفي منهما؟

الجواب:

        ينبغي أن يوقف على السبب الذي نشأ عنه هذا الخلاف، ويُعالج هذا السبب، فقد يكون السبب من جهة المرأة، من ناحية سوء تعاملها مع الزوج، وقد يكون السبب تعسفاً من الزوج، وقد يجتمع الأمران، يعني كلٌ منهما لا يرعى حقوق الآخر، ومن المعلوم أن للزوجة حقوقاً وعليها حقوقاً، وكذلك الزوج له حقوقٌ وعليه حقوق، وكل واحدٍ منهما ينبغي أن يؤدي الحق الذي عليه، وأما الحق الذي له: فهو بالخيار إن شاء طلبه، وإن شاء تركه، والحياة الزوجية مبنيةٌ على التفاهم، وحسن التعامل، وأن كل واحدٍ من الزوجين يتفانى في أداء حقوق الآخر وخدمته، ولا بد من الأخطاء التي تقع بين الزوجين، ولكن على كل واحدٍ منهما أن يتحمل أخطاء الآخر من أجل بقاء العلاقة الزوجية، ومن أجل مصلحة الأولاد.

        وبما أن هذا الولد حصل عنده هذا الإحساس إلى هذه الدرجة، فينبغي أن يسعى في الصلح بينهما ؛ ولكن لا يمكنه أن يسعى في الصلح بينهما إلا بعد وقوفه على السبب الذي نشأت عنه هذه النفرة، فكل واحدٍ منهما ينفر من الآخر، فعندما يقف على السبب بإمكانه أن يجعله مبدءاً لتصفية الجو بين والديه، فهذا فيه مصالح دنيوية وفيه مصالح أخروية، فيه مصالح دنيوية قاصرة على الزوجين، ومتعدية لأولادهما، وفيه أيضاً مصالح أخروية لهما، وبالله التوفيق.