Loader
منذ سنتين

معنى حديث: « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت»


الفتوى رقم (12372) من المرسل السابق، يقول: هناك حديث للرسول ﷺ يقول فيه: « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت»[1] هل شرح هذا الحديث بأن من فعل بهذا الحديث يدخل الجنة بمجرد الوفاة دون أن ينتظر القيامة والجزاء والحساب؟

الجواب:

الكلام على هذا الحديث الذي ذكره السائل من جهتين:

أما الجهة الأولى: فهي أن هذا الحديث من أحاديث الترغيب للشخص؛ ولكن قد يقرأ هذه الآية ويكون عنده موانع. والموانع لها طريقان:

الطريق الأول: هو الإخلال بالواجبات. والطريق الثاني: هو ارتكاب المحرمات.

فهو يقرأ هذه الآية ولكن يكون عنده موانع، فلابد من وجود شرط وهو إخلاص العمل لله -جل وعلا- ولابد من وجود المتابعة.

فإذا حصل عنده خلل في القصد؛ مثل: بعض الناس الذين يعملون أعمالاً وهذه الأعمال يشركون مع الله غيره فيها بسبب الاشتراك في القصد -والله تعالى- يقول: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}[2]، ويقول الله -جل وعلا- في الحديث القدسي: « أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ».

فعلى العبد أن يضبط نفسه في باب الأوامر من جهة الاتباع، ويضبط نفسه في باب النواهي من جهة عدم فعل الأمور المحرمة. وإذا قرأ هذه الآية ومات وهو على هذه الحالة فمن المعلوم أن الإنسان له مراحل: مرحلة العدم وهو عدم وجوده، ومرحلة وجوده في هذه الحياة، والمرحلة الثالثة هي مرحلة البرزخ من تقبض روحه إلى أن يبعث الله الناس.

 لكن الإنسان إذا مات على الإسلام فإنه ينعّم بالطريقة التي لا يعلم كيفيتها إلا الله -جل وعلا-، فالإنسان ينعم في قبره، ويعذب في قبره على الكيفية التي يريدها الله -جل وعلا-.

وعلى المسلم أن يحرص -كما ذكرت قبل قليل- على الاستقامة فإن الله -سبحانه وتعالى- قال لنبيه: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}[3]. والله تعالى- قال: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}[4].

أنا ذكرت هذا الكلام وأكثرت منه بالنظر إلى أني ملاحظ من أسئلة بعض الناس أنهم يأخذون حديثاً من أحاديث الترغيب ويتمسكون به، وإذا نظرت إلى حالتهم الدينية وجدت عندهم من المخالفات في باب الأوامر ومن المخالفات في باب النواهي مالا يحصى؛ فأحببت أن أنبه على ذلك. وبالله التوفيق.



[1] أخرجه النسائي في السنن الكبرى، كتاب عمل اليوم والليلة، باب ثواب من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة(9/44)، رقم(9848).

[2] من الآية (110) من سورة الكهف.

[3] من الآية (112) من سورة هود.

[4])) من الآية (153) من سورة الأنعام.