الفتوى رقم (5712) من المرسلة السابقة، تقول: هل عندما يقول الإنسان: سبحان الله العظيم وبحمده تغرس له نخلة في الجنة؟ أم لا بدّ من استحضار النية؟

 الجواب:

        في ليلة الإسراء لقي الرسول ﷺ إبراهيم u فقال: « يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ».

        والشخص عندما يذكر الله -جلّ وعلا-، عندما يدعو الله -جلّ وعلا-؛ سواء كان الدعاء دعاء مسألة أو دعاء عبادة.

        فدعاء المسألة إذا أراد الشخص أن يجلب له خيراً بدعائه أو يدفع عنه سوءاً؛ سواء كان ذلك في الدنيا، أو كان ذلك في الآخرة فإنه يقصد الامتثال؛ لأن الله -تعالى- قال: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"[1]، فهو يمتثل ويخلص العمل لله -تعالى-.

        وهكذا إذا كان الدعاء دعاء عبادة، مثل أن يقول الشخص: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ فالشخص قد يدعو بدعاء عبادة، وقد يدعو بدعاء مسألة؛ ولكن لا بدّ من قصد الامتثال، ولا بدّ أن يكون العمل خالصاً لله -جلّ وعلا-، ولا يكون فيه رياء ولا سمعة، ولا يكون الشخص مشركاً أحد في دعائه لله -جلّ وعلا-. وبالله التوفيق.