متزوجٌ ولديه أولاد وزوجته كثيرة الذهاب إلى أهلها وتسبب مشاكل مع أهله كيف يتعامل معها؟
- النكاح والنفقات
- 2021-08-06
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7285) من المرسل ح.ب.م. من جازان، يقول: أنا متزوجٌ منذ أكثر من اثنتي عشرة سنة، لدي عدد من الأولاد وزوجتي كثيرة الذهاب إلى أهلها بمعدل خمس ساعات يومياً، علماً بأني لا أمنعها من الذهاب لهم، وهي مع خلافاتٍ مع أهلي سببت لي مشاكل نفسية، وهي تكره أن أتعامل مع إخوتي؛ مثل: إعطائهم سيارتي. وهي تسمع من أختها التي تتدخل في شؤوننا، وجهوني وأرجو توجيه النصح لها وعلى من هم في شاكلتها.
الجواب:
كلٌ من الزوجين يصيب ويخطئ في حق الآخر، ومن الرجال من يريد من الزوجة أن تكون مسلوبة الإرادة؛ بمعنى: إنه لا يكون لها إرادة؛ بمعنى: إنها تمتثل جميع أوامره سواءً كانت حق أو كانت باطل، وهكذا إذا نهاها فيفرض عليها إرادته ويسلبها الإرادة، ويلزمها بامتثال أمره واجتناب نهيه؛ بصرف النظر عن كون ما أمر به مشروعاً وما نهى عنه مشروعاً أو ليس بمشروع.
وهكذا بالنظر للزوجة، كثيرٌ من الزوجات تسلب الرجل إرادته؛ بمعنى: إنها تريد أن يكون لها التصرف في ماله، وفي وقته، وفي مكانه بحيث لا يحق لا لأبيه ولا لأمه ولا لإخوانه ليس لهم حقٌ فيه لا من ناحية المكان فلا يسكنون معه، ولا من ناحية الزمان فلا يزورهم: لا تسمح له يزورهم ولا تسمح لهم يزورونه، ومن ناحية المال تمنع ماله؛ يعني: تمنع المال عن أمه وعن أبيه وعن إخوانه، ولا شك أن هذا من التعدي، ولا يجوز للرجل أن يأمر المرأة أو أن ينهاها بمعصية، ولا يجوز لها أن تطيعه، ولا يجوز أن يسلب إرادتها لأنها بشر والله -جل وعلا- يقول:"وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ"[1]، ويقول:"وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ"[2]، ويقول الرسول ﷺ: « النساء شقائق الرجال » فلا يجوز له أن يتعدى عليها؛ لأن فيه بعضهم يتوسع حتى إنه يمنعها من زيارة أهلها، ويمنعها من زيارة أمها ومن زيارة أبيها، ويمنعهم -أيضاً- من المجيء إليها؛ وهكذا بالنظر للمرأة لا يجوز لها أن تدعي على الرجل.
فالواجب على كل واحدٍ منهما أن يعرف الحق الذي له والحق الذي عليه، فيطلب الحق الذي له ويؤدي الحق الذي عليه للآخر، وبهذه الطريقة يحصل الوئام وتزول المشاكل.
أما إذا كان كل واحدٍ منهما يتسلط على الآخر ويريد أن يفرض إرادته ويسلبه إرادته، الرجل يفرض إرادته على المرأة ويسلبها إرادتها، والمرأة تريد أن تفرض إرادتها على الرجل، وتريد -أيضاً- أن تسلب إرادته بحيث إنه يطيعها طاعةً عمياء، كل هذا من الأمور التي لا تجوز. وبالله التوفيق.