Loader
منذ 3 سنوات

حكم من عقد قرانها على شخص وتبين لها أنه يكذب ولا يفي بما كتب في العقد وأرادت الانفصال عنه


الفتوى رقم (1523) من المرسلة السابقة، تقول: عُقِد قران أختي على شخصٍ على أساس أنه مسلم خلوق؛ ولكنه كان يكذب، وكل ما اتفق عليه مع والدي أخلفه من أمور المهر، بعدها بدأ يثير دعاية أنه لا يريد الزواج منها، وسمِعت بها، ثم بدأت تصلّي صلاة الاستخارة في كلّ ليلة، واستمرت على هذه الحال لمدة خمسة أشهر، بعدها رأت في المنام رؤيا تخص زواجها، وكانت تتحقق بالفعل حتى الأشخاص أنفسهم وكلامهم، علماً بأنها معروفة بإيمانها القوي، وكثرة النوافل من صيام وزكاة، ولا تنام حتى تقرأ القرآن حتى يبتعد عنها وسواس الشيطان، ثم رأت رؤيا بضرورة الانفصال عنه من شخص قاضي البلد نفسه، وبعد مدةٍ جاء فعلاً قاضي البلد وفضل لها الانفصال، هل عملها هذا صحيح؟ وهل يجوز لها أن تفعل هذا، علماً بأنها قاست الكثير من زواجها ومن زوجها الذي لم يدخل بها، عاهدت الله أن تفعل ما تؤمر به في منامها لوجه الله، ما رأيكم جزاكم الله خيراً؟

الجواب:

        إذا كانت هذا المرأة قد عُقِد لها على هذا الرجل، وكان العقد شرعياً مستوفياً لأركانه وشروطه، وانتفت موانعه؛ فحينئذٍ يكون العقد صحيحاً، وما شُرِط في العقد من حقوق لها فهذه الشروط صحيحة؛ لعموم قوله ﷺ:« المسلمون على شروطهم »، وما حصل من العوارض من جهة الزوج في كونه لا يَفِي بالشروط التي اشتُرِطت عليه فهذا أمر يرجع إلى ذمته من جهة، وإلى موقف أبيكِ وموقفكِ أنتِ من جهة مطالبته بالوفاء بالشروط، وبالإمكان الرجوع إلى محكمة البلد التي أنتِ فيها مع الزوج، والطلب من القاضي في أن ينظُر في القضية على الوجه الشرعي.

        أما ما يتعلق بما حصل من الرؤيا، وما ترتب عليها من الصور التي تشاهدينها، فهذه أمور لا ينبغي أن يُبنى عليها شيءٌ من الأحكام الشرعية.

وأما الانفصال الذي حصل، فإذا كان الانفصال مبنياً على أمرٍ شرعي؛ بمعنى: إن الزوج طلّق، أو حصلت خصومة بينكم وبينه وامتنع عن الطلاق، ورأى القاضي بعد استيفائه للأمور اللازمة فسخ النكاح، وفسخَ النكاح؛ فإن الفسخ يكون صحيحاً. وبالله التوفيق.