هل الإنسان مسير أم مخير؟
- القدر
- 2022-02-21
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (9994) من المرسل السابق، يقول: أرجو التوضيح هل الإنسان مسير أم مخير؛ لأن أحد الإخوة يقول لي: بأن الإنسان مسير في جميع أعماله وأفعاله صغيرها وكبيرها ودقيقها وجليلها؟
الجواب:
من المعلوم أن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب، فقال: ما أكتب؟ فأمره الله بالكتابة فكتب ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة، فجميع تصرفات الخلق من الأمور التي يفعلونها أو يقولونها أو يكفون عنها بقصدٍ؛ فجميع هذه الأمور كلها مكتوبة؛ يعني: مكتوبٌ أنها تقع من الخلق.
أما بالنظر لعلاقة الشخص باللوح المحفوظ وما كتب فيه فإن العلاقة بينهما أن الله -جل وعلا- عالمٌ في علمه السابق أن هذا الفرد من المكلفين سيعمل هذا العمل الذي هو في اللوح المحفوظ بمحض اختياره، ففيه تتطابق بين ما كتبه الله -جل وعلا- وبين ما يختاره العبد بهذه الدنيا. ولهذا الله -جل وعلا- يحاسب الناس يوم القيامة ويجازيهم بناء على محض اختيارهم كما قال -جل وعلا-: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}[1]، وقال: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}[2]؛ لكن هذه المشيئة التي من العبد هي مربوطةٌ بمشيئة الله -جل وعلا- فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن؛ فالمقصود أن الله كتب هذه الأمور في اللوح المحفوظ، وأن العبد يقدم على هذا الأمر أو يقدم على تركه بمحض اختياره، والله -سبحانه وتعالى- عالمٌ بأن هذا العبد سيفعل هذا الفعل أو يقول هذا القول في هذا الوقت وفي هذا المكان.
وعلى هذا الأساس لا نقول: إن العبد منفصلٌ عن إرادة الله وعن قدرته وعن علمه، ولا نقول: إنه مجبور على فعله وأنه كالشجرةِ التي تحركها الرياح. وبالله التوفيق.