Loader
منذ سنتين

ما المقصود بزبد البحر والخطايا في الحديث المذكور "من قال سبحان الله وبحمده غفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر"؟


الفتوى رقم (8980) من المرسلة السابقة، تقول: من قال في اليوم مئة مرة: سبحان الله وبحمده حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر هذا الحديث رواه مسلم، فما المقصود بزبد البحر والخطايا، هل كل ما يفعله في حياته يكفر بهذا الذكر أم لا؟

الجواب:

        الله -سبحانه وتعالى- ذو فضل عظيم على خلقه، ومن وجوه الفضل أن الشخص يعمل قليلاً ولكنه يثاب عليه كثيراً، أو يعمل قليلاً ولكن يكفر الله به ما شاء من الذنوب.

        فمن الأول أن جماعة شكوا إمامهم على رسول الله ﷺ من جهة كثرة قراءته {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[1] في الصلاة الجهرية « فدعاه الرسول ﷺ فلما دعاه سأله عما قالوه، فقال: نعم، قال: ما الذي حملك على ذلك؟، قال: لأني أحبها، قال: «حبك إياها أدخلك الجنة » فهذا دخول الجنة بسبب تكراره هذه السورة في الصلاة الجهرية، ومن ذلك أيضاً ما وقع بين عمر -رضي الله عنه- بين علي أبي طالب -رضي الله عنه- وذلك أن عمر -رضي الله عنه- إذا لقي علي -رضي الله عنه- في الطريق سلم عليه، ويرد علي على عمر السلام؛ ولكن لا يبتدأ علي عمر بالسلام فضاق عمر -رضي الله عنه- من ذلك خشية من أن يكون فيه شيء يمنع علي -رضي الله عنه- من ابتداءه بالسلام، فشكى ذلك إلى رسول الله -رضي الله عنه-، فقال: إذا لقيت عليّاً في الطريق أسلم عليه ويرد علي السلام، ولكنه لا يبدأني بالسلام، وهذه النظرية عند عمر -رضي الله عنه- من ناحية أنه أكبر من علي -رضي الله عنه- فلما جاء علي -رضي الله عنه- سأله عن ذلك فقال: نعم، قال: ما الذي حملك على هذا، قال: سمعتك تقول من بدأ أخاه بالسلام بنى الله له بيتاً في الجنة، فأحببت أن يكون هذا البيت لعمر بدلاً من أن يكون لي، فسكت عنه الرسول ﷺ، وعمر رضي بذلك؛ لأنه أدرك جانب التفضيل من علي -رضي الله عنه-.

        فمحل السؤال من قال في يوم وليلة: سبحان الله وبحمده غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر هذا تعبير عن كثرة الذنوب؛ يعني: أن الله يغفرها وإن كانت كثيرة، وبالله التوفيق.



[1] الآية (1) من سورة الإخلاص.