Loader
منذ سنتين

موقف الزوج من زوجته التي لا تصلي وكثيرة الكذب والكلام


الفتوى رقم (4913) من المرسل و. أ من سلطنة عمان، يقول: أنا متزوج وزوجتي من قرية بجوار قريتنا، وبعد الزواج عرفت بأن زوجتي لا تصلي، وكثيرة الكلام، وكثيرة الكذب، ولا تعلم أي شيء من أمور دينها، ولا تعلم شيئاً من أمور الحياة الزوجية، وبسبب هذه المشاكل تجلس في بيت أهلها دائماً، فهل عليّ إثم إذا طلقتها ؟علماً بأني قد أنجبت منها طفلة.

الجواب:

        إذا كانت هذه المرأة لا تصلي، فلا يجوز لك البقاء معها، والعقد عليها عقد غير صحيح فلا بد من مفارقتك لها.

        وأما ما ذكرته من الجوانب الأخرى من جهة بقائها عند أهلها وكذلك من جهة عدم معرفتها لأمور الحياة وغير ذلك من الجوانب، هذه جوانب سهلة يمكن علاجها، لكن تركها للصلاة واستمرارها عندك يعني ما كانت تصلي من قبل، ولما أخذتها هي مستمرةٌ على عدم الصلاة، فلا يجوز لك إمساكها.

        ولكن بهذه المناسبة من جهة الرجل إذا أراد أن يتزوج وكذلك المرأة إذا أرادت أن تتزوج فقد بين الرسول ﷺ القاعدة التي تسلك في ذلك وهي قوله ﷺ: « إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير ».

        فالشخص إذا أراد أن يتزوج بإمكانه أن يتحقق من الزوجة في جميع الجوانب التي يريدها وبخاصة ما يتعلق بها من أمور دينها، وكذلك الزوجة إذا أرادت أن تتزوج فإنها تتحقق من الصفات التي يتصف بها زوجها وتكون هذه الصفات مرضية من الناحية الدينية، وينبغي ألا يكون هناك تعصبٌ ولا تعسفٌ لا من جهة الزوجة ولا من جهة أمها ولا من جهة ولي أمرها، فقد يتعصب ولي المرأة ويزوجها على شخصٍ فاسق لا خير فيه وقد تتعصب الأم لابن أختها مثلاً أو لابن أخيها وتجبر ابنتها على الزواج به وهو غير مرضيٍ لا من ناحية دينه ولا من جهة أمانته، وقد تتعصب البنت وتقول أنا لا أريد إلا فلاناً وتكون مغرورة به وأبوها يعرفه وهو لا يصلح من الناحية الدينية فلا ينبغي أن يكون هناك تعصب ولا تعسف ولكن ينبغي أن يسلك طريق العدل لا من جهة الزوج ولا من جهة الزوجة ولا من جهة أولياء الأمور، فيكون الاتفاق جارياً على رجلٍ مرضيٍ في دينه وأمانته وامرأة مرضية في دينها وفي أمانتها. وبالله التوفيق.