الفتوى رقم (8436) من المرسلة السابقة، تقول: هل الصيام الواجب والنفل يحتاج إلى موافقة الزوج؟

الجواب:

        الواجب يكون واجباً بإيجاب الشرع كرمضان، وكقضاء رمضان فهذا لا يحتاج إلى إذنٍ؛ لأن هذا هو الذي أوجبه الله جل وعل، وليس للزوج دخلاً في كونه يمنع زوجته لأن بعضهم أيضاً يفطرها في رمضان أو يفطرها في قضاء رمضان، فبالنسبة لرمضان لا يجوز ذلك مطلقاً.

        وبالنسبة للقضاء يعني استئذانه ليس بواجبٍ لكن هو من الأدب فقط.

        أما بالنظر لما إذا صامت قضاء رمضان فإنه لا يجوز له أن يفطرها، لأن بعض النساء تسأل أيضاً، تقول: أصوم قضاءً ويجبرني على الجماع، فلا يجوز له عندما تعقد الصيام، لكن إذا حصل تفاهم بينهما كما سبق قبل قليل وأخرت من أجل حقه فهذا لا بأس به، هذا هو القسم الأول.

        القسم الثاني: ما أوجبه الله -جل وعلا- والعبد هو السبب وهذا كصيام الكفارة مثل كفارة القتل الخطأ أو كفارة الجماع في نهار رمضان أو الكفارة الواجبة، الصيام الواجب فهذا أيضاً هي تستأذنه يعني يكون بينها وبينه تفاهم، لكن إذا دخلت فيه فلا يجوز له أن يقطعه لأن صيام الشهرين متتابعين في كفارة القتل خطأ وهكذا في كفارة الجماع في نهار رمضان صيام شهرين متتابعين، فلا يجوز له إذا دخلت في الصيام أن يقطع هذا الصيام.

        القسم الثالث: الواجب بإيجابها هي، الواجب بإيجاب العبد مثل النذر، نذرت أن تصوم مثلاً يوم الخميس، ويوم الاثنين، أو نذرت أن تصوم مثلاً شهر معين، فإذا كان ذلك كذلك أيضاً إذا دخلت فلا يجوز له أن يمنعها، ولا يجوز له أن يقطع ذلك الصيام.

        وعلى كل حال مما يحسن التنبيه عليه أنه ينبغي التعاون والتفاهم بين الزوجين؛ لأن هذا أقوى لبقاء العلاقة الزوجية، وبالله التوفيق.