Loader
منذ 3 سنوات

الأمور التي تلزم المعتدة بعد وفاء زوجها


  • الإحداد
  • 2021-09-01
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1116) من المرسل السابق، يقول: ما الأوامر والنواهي التي حددها الإسلام للمرأة المعتدة بعد وفاة زوجها؟

الجواب:

السؤال هذا في الحقيقة فيه إجمال، ولكنني أنبه على بعض الأمور المهمة، منها:

الأمر الأول: مقدار العدة - أن المرأة إذا توفي عنها زوجها، وهي حامل، فإنها تخرج من العدة بوضع الحمل، لعموم قوله تعالى:"وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ"[1]، وهذه الآية مخصصة لعموم قوله تعالى:"وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا"[2]، فهي تضع، فهي تخرج بوضع الحمل، فإن وضعته لأقل من أربعة وعشر، أو بعد تمام هذه المدة، أو عند تمام هذه المدة، فإنها تخرج بذلك من العدة، وإذا كانت غير حامل، فإنها تعتد أربعة أشهرٍ وعشراً لعموم الآية:"وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا"[3]، وهذا عامٌّ في المدخول بها، وغير المدخول بها، وعلى هذا فقوله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا"[4]، يعني كون المرأة لا تعتدُّ إذا كانت غير مدخول بها هذا خاصٌ بالطلاق، وأما الموت فإن الآية "وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ"[5]، إلى آخرها عامة في المدخول بها، وغير المدخول بها.

فالحاصل من هذا الكلام كله أن المُتوفى عنها إن كانت حاملاً، خرجت من العدة بوضع الحمل، قلَّت المدة أو كثرت، وإن كانت غير حامل، فإنها تخرج من العدة إذا أتمت أربعة أشهر وعشراً.

-ومما يحسن التنبيه عليه هنا:

 أن كثيراً من الناس يظن أن المدة تبدأ من علم المرأة بالوفاة، لا من حين الوفاة، والحكم الشرعي أنها تبدأ من حين الوفاة، وأما علمها، وعدم علمها فليس له أثر في ذلك.

هذا هو الأمر الأول الذي أحببت أن أنبه عليه، وهو من جهة مقدار مدة العدة.

الأمر الثاني: من جهة أن المرأة المعتدة تتجنب مثلاً لباس الزينة، يعني تتجنب وسائل الزينة.

 الأمر الثالث: أن بعض الناس يعتقد أن المرأة لا بدَّ أن تلبس لباساً أسود، أو أنها لا بد أن تبقى في حجرة مظلمة، أو أنها مثلاً لا يمكن أن ترى الرجال مطلقاً، أوأنها لا ترى الديك، ولا ترى القمر، ولا تصعد إلى السطح, إلى غير ذلك من الأمور المنتشرة بين كثيرٍ من الناس، فهذه أمور لا أصل لها، والعبرة بما ثبت عن الرسول صلوات الله وسلامه عليه، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (4) من سورة الطلاق.

[2] من الآية (234) من سورة البقرة.

[3] من الآية (234) من سورة البقرة.

[4] من الآية (49) من سورة الأحزاب.

[5] من الآية (234) من سورة البقرة.