Loader
منذ 3 سنوات

حكم من زوج ابنته بالشغار قبل سنوات وحدثت مشاكل لابنته بعد ذلك


الفتوى رقم (1143) من المرسل ع. أ، من المدينة المنورة. تقول: تزوجت ابنة رجل وزوَّجته ابنتي بطريقة البدل، وذلك قبل خمسة وعشرين عاماً بدون أي مهر، علما بأن ابنتي تبلغ من العمر حين زواجها الثانية عشرة من عمرها، ولا تعرف شيئاً عن الحياة الزوجية، وزوجها يبلغ ستين عاماً في ذلك الوقت، ومنذ أن تم هذا الزواج المشؤوم، وابنتي تتردد عليَّ، وأردها بالقوة، وآخر مرة أتت إليَّ وهي تبكي بعد أن صبرت هذه المدة الطويلة، فحنَّ قلبي عليها، وجلست عندي بضعة أشهر، وحاولت أن أفّهم زوجها بأن ابنتي لا تطيق العيش معه، ولكنه رفض أن يطلقها، وبعد ذلك قام بعض الإخوان بالتوسط في هذه القضية، ورجعت ابنتي إلى بيتها، مع العلم أن زوج ابنتي يناهز من العمر ثمانين عاماً، وله طفل منها، ولي أنا من ابنته ثمانية أطفال، وسؤالي هو: هل هذا الزواج بهذه الكيفية صحيح أم باطل، وما الحكم في عشرتنا هذه السنين، وفي أولادنا؟وهل الذين توسطوا في إرجاع ابنتي إلى زوجها يلحقهم إثم في ذلك؟

الجواب:

هذا نكاح شغار، وقد نهى عنه النبي صلوات الله وسلامه عليه بقوله: « لا شغار في الإسلام » فالصورة التي ذكرتها تنطبق تماماً على هذا الحديث، فأنت زوَّجته ابنتك بدون مهر، وهو زوَّجك ابنته بدون مهرٍ، وأيضاً ابنتك لم ترضْ بالزواج منه، وبناء على أن هذا نكاح شغار، فلا بد من أخذ رأي الزوجتين، فإذا رغبت كل واحدةٍ منهما في البقاء مع زوجها، فإنه يُعقد عليها له من جديد بمهر وبرضاها.

وأما من جهة الأولاد، فالأولاد أولادك، يعني الأولاد الذين جاءوا من ابنة الرجل أولاد لك، والولد الذي جاء من ابنتك هذا هو ولدٌ للرجل؛ لأن الشيء الذي حصل منكما من جهة النكاح، هذا اجتهاد منكما، ولكن لا يترتب على خطئكم في أصل النكاح أن يلزم منه نفي الأولاد عنك، وعن نفي الولد عنه، وبالله التوفيق.

المذيع: عليهم المفارقة الآن؟

الشيخ: عليهم المفارقة، أنا قلت العقد الجديد ! معناه عليهم المفارقة، وأخذ إذن كلٍ من المرأتين، فمن رضيت منهما بزوجها، يُعقد له عليها من جديد، ويدفع لها المهر، ومن لم ترض، فإنها تُزوَّج من ترضاه، وبالله التوفيق.

المذيع: وسؤاله عن الأشخاص الذين توسطوا في إعادة هذه الزوجة؟

الشيخ: أما الذين توسطوا في إعادة الزوجة، فمن كان عالماً منهم أن هذا نكاح شغار، ويعلم أن الشغار لا يجوز في الإسلام، فإنه يكون آثماً، وإذا كان لا يعلم أنه شغار، أولا يعلم أيضاً حكمه في الإسلام، فحينئذٍ يكون هذا من المحسنين، وما على المحسنين من سبيل، وبالله التوفيق.