Loader
منذ سنتين

شرح حديث : استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك؟


الفتوى رقم (9296) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: ما معنى عبارة: استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك؟ هل هو قول مأثور أم حديث مع توضيح المعنى؟

الجواب:

        الرسول ﷺ جاءه رجل وجلس فقال له الرسول ﷺ جئت تسأل عن البر؟ قال: نعم، قال: « البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك ».

        والمقصود من ذلك: أن الشخص قد يحصل عنده لبس في أمر من أمور دينه سواء كان هذا الأمر مأموراً به فيلتبس عليه الأمر من ناحية فعله وتركه وكذلك يكون مثلاً منهياً عنه ويلتبس عليه الأمر، هل هذا النهي من ناحية الكراهة أو من ناحية التحريم.

        فعندما يلتبس عليه الأمر فالمسلك له  أنه يأخذ بالاحتياط، ومعنى ذلك إذا دار الأمر بين احتمال الوجوب واحتمال الندب، فإنه يأخذ بهذا الأمر على أنه واجب، وإذا فعل ذلك فليس عنده شك في أن عمله هذا صحيح.

        لكن لو أخذ بالجانب الآخر وهو الندب فإنه يكون عنده تردد هل هذا الأمر مأمور به؟ لأن الندب يجوز تركه، إن فعله فهو مثاب عليه وإن تركه فلا عقاب عليه. وهكذا بالنظر لما إذا دار الأمر بين كونه محرماً ومكروهاً، فإذا تركه على أنه محرم فحينئذ قد أبرأ ذمته تماماً؛ لكن عندما ينتقل إلى المرحلة الأخرى وهو أنه مكروه، فالمكروه يثاب تاركه ولا يعاقب فاعله قصداً مطلقاً.

        وعلى هذا الأساس يكون عنده التردد هل برئت ذمته أو لم تبرأ فيأخذ بالاحتياط. وهكذا في سائر أمور دينه. وبالله التوفيق.