الفتوى رقم (2274) من المرسل السابق، يقول: ما الفرق بين الزكاة والصدقة. وهل الزكاة تدفع في كلّ سنة، وكذلك الصدقة هل تدفع في كل سنة؟ وكيف تدفع، هل تدفع نقداً، أم من غيره من المال؟

الجواب:

الزكاة لها أحكام، والصدقة لها أحكام، وفيه فروقٌ بين الزكاة وبين الصدقة:

من جهة الحكم، الزكاة واجبة، والأصل في الصدقة أنها سنة.

        ومن ناحية المقدار: الزكاة مقدّرة، والصدقة ليست بمقدّرة، فالزكاة مقدّرة بالنسبة للذهب والفضة وسائر الأموال التي تجب فيها الزكاة. أما الصدقة فليست بمقدّرة.

 ومن جهة المصرف فالزكاة محددة من ناحية مصارفها، في قوله تعالى: "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ"[1] فذكر الله ثمانية أصناف هم مصارف الزكاة؛ أما الصدقة فمصارفها ليست بمحددة.

من ناحية الوقت، فالزكاة تجب في المال كلّ سنة، أما الصدقة فليس لها وقتٌ محدد.

 فعلى الإنسان أن يجتهد في العمل بالأمرين؛ يعني: يزكّي ويتصدّق، ويتحرى في الزكاة أن يأتي بها على الوجه الشرعي من ناحية: الأصل، والوقت، والمقدار، والجهة التي تصرف فيها، والشيء الذي يصرفه؛ يعني: لا يكون من رديء ماله؛ لكن يصرف من كلّ مالٍ زكاته. وبالله التوفيق.