Loader
منذ 3 سنوات

أسرفت على نفسها بالذنوب، وتابت، واستغفرت


  • فتاوى
  • 2021-07-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5747) من المرسلة السابقة، تقول: إنني فتاة كثيرة المعاصي والذنوب فيما مضى، وأستحي أن أقول تلك الذنوب، والحمد لله تبت إلى الله وأؤدي الصلوات الخمس وأصوم الستة من شوال وثلاثة أيام من كلّ شهر ندماً على ما فاتني من تفريط في نفسي وكثرة ذنوبي. والآن كلما تذكرت ذنوبي استغفرت الله واشتد بي البكاء، وكلما تذكرت ذلك استحييت من نفسي، فهل عملي صحيح؟ وهل توبتي مقبولة؟ وقد ندمت ندماً شديداً فيما مضى وأقلعت والحمد لله عن الذنوب، أرجو توجيهي جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.

الجواب:

        يقول الله -جلّ وعلا-: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"[1] وهذه الآية عامة. ويقول الله في شأن الكفار: "قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ"[2].

        فالله سبحانه وتعالى فتح باب التوبة لعباده. والتوبة سبب من أسباب محو الذنوب؛ لكن التوبة إذا كانت من حقوق الله فالشخص يقلع عن الذنب، ويندم على فعله، ويعزم على ألا يعود إليه. ومن حقوق الخلق إذا كانت حقوق مالية يدفعها لهم، وإذا كانت من عرض فإنه يستبيح الشخص الذي انتهك عرضه، وإذا كانت الاستباحة أو كان رد المال يترتب عليه مفسدة راجحة على المصلحة أو مساوية للمصلحة فإن الشخص يتصدق بالمال ويدعو للشخص. ومن أسباب محو الذنوب -أيضاً- كثرة الاستغفار كون الشخص يستغفر، وكثرة الدعاء، وكثرة الذكر، وكثرة العبادات البدنية؛ كقراءة القرآن وكالتطوع للصلوات والضحى، وبين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء؛ وكذلك صلاة الليل مع المحافظة على الفرائض من جهة؛ وكذلك المحافظة على الرواتب: أربع قبل الظهر وأربع بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر. ويحافظ -أيضاً- على صلاة الضحى وأقلها ركعتان ولا حدّ لأكثرها، وكذلك يحافظ على صلاة الليل حسب استطاعته إن كان يتمكن من الصلاة في آخر الليل فهو أفضل، وإذا كان لا يتمكن فإنه يصليها في أول الليل بعد صلاة العشاء ويوتر في نهاية صلاته بركعةٍ؛ وهكذا العبادات المالية من الصدقة بالمال، وهكذا الحج والعمرة.

        المقصود أنه يكثر من هذه الأعمال الفاضلة. والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز كما سبقت الإشارة إليه: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"[3].

        فعلى المسلم أن يتوب إلى الله توبةً صادقة، وأن يكثر من الأعمال الصالحة، وأن يُحسن الظن بالله فإن الله -تعالى- يقول: « أنا عند ظن عبدي بي ». وبالله التوفيق.



[1] الآية (53) من سورة الزمر.

[2] من الآية (38) من سورة الأنفال.

[3] الآية (53) من سورة الزمر.