الفتوى رقم (1277) من المرسل ن.أ.ك.ع من اليمن، يقول: أنا شابٌ، وعمري سبع عشرة سنة، وغير متزوج، وقد سمعت أن من لم يستطع الزواج، فعليه بصيام شهرين متتاليين، إذا كان جوابك كذلك، فهل أصوم شهرين بعد شهرين أم ماذا؟

الجواب:

الرسول صلوات الله وسلامه عليه قال: « يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أحصن للفرج، وأغض للبصر، فمن لم يستطع، فعليه بالصوم، فإن له وجاء »، فهذا الحديث فيه الحث على الصيام، وليس فيه تحديد من ناحية المدة، وليس فيه أيضاً بيان أن الصيام يكون متتابعاً؛ لأن الأشخاص تختلف طاقتهم، فبعضهم قد تكون طاقته قوية، لا تنكسر إلا بصيام أيامٍ كثيرة، وبعضهم يكون طاقته يعني متوسطة، أو قد تكون أيضاً ضعيفة، فيكفي أن يصوم أياماً قليلة، ولهذا الرسول صلوات الله وسلامه عليه شرع الصيام لمن لم يستطع الزواج، ولم يحدد مدةً، فيرجع في هذا إلى اختلاف أحوال الشباب، فكل شخص يصوم بقدر ما يكون كاسراً للقوة التي عنده هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فالصيام له تأثير على الشخص من جهة تقوية علاقته بالله جل وعلا، وتقوية علاقته بالخير وأهله، وإضعاف أو إزالة علاقته بالشر، وبأهله، فأنا أنصح السائل بأن يحرص على أن يصوم بقدر ما يكفيه، من جهة أنه لا ينظر من الأمور المحرمة عليه، يعني ينظر إلى النساء إذا ترك الصيام، صار يبحث عن امرأة من أجل أن يقع عليها بطريقٍ غير مشروع، إذا اشتغل بالصيام، فإنه لا يبحث، فهو يصوم حتى يستقر في نفسه أنه ما يفكر في هذه الأشياء.

أما ما ذكره السائل من جهة أنه قيل له: يصوم شهرين متتابعين، ثم يصوم شهرين متتابعين، وهكذا، فهذا ليس له أصل، وقد بينت في بداية الكلام أن كل شخصٍ يصوم بقدر ما يكون مانعاً له من الوقوع في الحرام. وبالله التوفيق.