Loader
منذ 3 سنوات

حكم زواج الرجل من المرأة دون الحرص على السؤال عن دين الرجل والمرأة وعدم الاهتمام بذلك


الفتوى رقم (1470) من المرسل السابق، يقول: إذا تقدَم شاب لخطبةِ فتاة لا أحد يسأله عن دينه، صحيح أنه مسلم قولاً؛ ولكن لا يؤدي الصلاة ولا بقية أركان الإسلام، وهو -بدوره- لا يسأل عن دين الفتاة؛ لأنه نفسه لا دين له والعياذ بالله، ماذا نسمّي هذا الزواج؟ وبم تنصحون أولياء أمور الشباب والفتيات؟

الجواب:

        ننصحهم بما جاء في القرآن وفي السنة، فمما جاء في القرآن قوله -تعالى-:"وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ"[1]؛ وأما السنة فمثل قوله ﷺ « إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوّجوه »، وقد قال الله -تعالى-:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ"[2].

        وقال ﷺ:« لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى »[3]. فالميزان هو الدِّين للرجل والمرأة.

        ومما يُؤسف له أن كثيراً من الأشخاص ولا أقول الشباب؛ لأن الشباب جزءٌ من المجتمع وعنصر مهم، ويوجد فيهم من يكون سلوكه سلوكاً حسناً، ومنهم من يكون سلوكه سيئاً؛ وكذلك بالنسبة لغير الشباب الذين تتراوح أعمارهم من الأربعين والخمسين والستين؛ فكثير منهم لا يصلون ولا يصومون ويفعلون الأشياء المحرمة؛ مما يُخجل أن بعض الأشخاص إذا أراد أن يتزوج من بيئةٍ دينية وكان لا يصلّي يُحافظ على الصلاة في وقت تقدُّمه لخطبة المرأة، وفي ظروف الزواج، فإذا تزوج وأتى بالمرأة عنده في بيته تخلّى عن الصلاة وعن الصيام، وتخلّى عن التحلي بالسمات الدينية، ولا شك أن هذه الأمور أمور مُحزنة، ويُخشى على الإنسان من حصول العقوبة؛ لأن هذا مخادعة لله -جلّ وعلا- من جهة، ثم مخادعة للمؤمنين من جهة أخرى. والطريقة التي يسلكها الإنسان عندما يريد أن يتزوج يسأل عن ديانة الأسرة التي يريد أن يتزوج منها، وعن ديانة البنت التي يريد أن يتزوج بها؛ وكذلك بالنسبة للرجل إذا جاء خاطباً بصرف النظر عن مقدار سنه، لا بدّ من التأكد من جهة دينه وخُلقه وسلوكه، وما يتصل بجميع الصفات التي من شأنها أن تُرغِّب فيه أو أن تُنفَّر عنه؛ لأن هذه أمور مصيرية، وكون الإنسان يقدم عليها على غير بصيرة قد تكون العاقبة سيئة.

        فأنا أنصح أولياء أمور النساء أن يتأكدوا ممن يأتي لخطبة مولياتهم، وأنصح الأشخاص الذين يريدون أن يتزوجوا ألّا يغروا الناس بأنفسهم، وأن يتأكدوا من صلاح البنات اللاتي يريدون أن يتزوجوهن؛ هذه هي النصيحة العامة.

        ومن المعلوم أن الأمر بيد الله -جلّ وعلا- فهو المحيط بخلقه، والعالم بكلّ شيء، والقادر على كلّ شيء، وهو الذي يتولى جزاء عباده في الدنيا والآخرة.

        والواجب على الإنسان أن يسلك الصراط المستقيم سراً وعلانية، وظاهراً وباطناً حتى تكون العاقبة سليمة، فإذا حصل اختلال في سلوكه، فقد تكون العاقبة وخيمة. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (32)، من سورة النور.

[2] من الآية (13)، من سورة الحجرات.

[3] أخرجه أحمد في مسنده(38/474)، رقم(23489).