Loader
منذ سنتين

شخص وكل آخر ببيع سلعة وله نسبة، ولكن الوكيل يقول لا أعرف مصدرها


الفتوى رقم (3915) من المرسل م. ع، يقول: جاء إليّ رجل بشيء لكي أبيعه، مقابل أن يعطيني نسبة قليلة، حوالي عشرة في المائة، ولكني لم أعرف مصدر هذا الشي، هل هذا الشي حرام أم حلال؟

الجواب:

        الله -جل وعلا- يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}[1]، فالشخص لا ينبغي أن يسأل عن أمور لا داعي لها، ومن الأسئلة التي لا داعي لها، سؤال الشخص الذي يأتي لك بسلعة ويطلب منك بيعها، وتريد أن تتحقق منه عن مصدر هذه السلعة، هل اشتراها؟ أو أهديت إليه؟ أو سرقها؟ هذه أمور لا داعي لها، إلا إذا كان الشخص مشهوراً بين الناس بأنه ينهب الأموال، فهذا ينبغي أن تتجنب التعامل معه، فتعتذر عن بيع السلعة التي يأتي بها، وإذا غلب على ظنك أن هذه السلعة عيناً مسروقة، أو منهوبة، أو ما إلى ذلك، فبإمكانك أن تنصحه لوجه الله -جل وعلا- فإن الرسول ﷺ قال: « الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم ».

        فكل جهةٍ من هذه الجهات الأربع، تبدأ النصيحة بحسب ما تبرأ به الذمة. فالنصيحة لله: هو حث الناس على اتباع أوامره واجتناب نواهيه، وتوحيده على الوجه الصحيح، وكذلك الإيمان به.

        وأما بالنظر إلى النصيحة لكتاب الله: فهو العمل بما جاء به من الأوامر، وترك ما جاء فيه من النواهي، كالنهي عن الزنا، والسرقة، وشرب الخمر. وإرشاد الناس إلى العمل بكتاب الله، فيعمل به الإنسان بنفسه، ويرشد الناس إلى العمل به، فهذا من النصيحة كما أنه يؤمن به، ويعمل به، ويدعو إلى العمل به، ويعلم الناس.

        والنصيحة لرسوله: التصديق به، والعمل بسنته، ومعرفة أنها مفسرة للقرآن. وإذا تيسر له أن يعلم الناس سنة رسول الله ﷺ، فعلى حسب إمكانه، فالنصيحة لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، الشخص ينصح بقدر استطاعته كل شخص في مركز قيادي، ويستطيع الشخص أن يبذل له نصيحة، فكلُّ مكلف بحسب استطاعته.

        والنصيحة لعامة الناس: أنك إذا رأيت شخصاً على أمرٍ من الأمور المنكرة، فإنك ترشده إلى أن هذا الأمر ليس بمشروع، وتحث الناس على فعل الخير، وتنهاهم عن فعل الشر، ولهذا يقول الرسول ﷺ: « لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يحبُ لنفسه ». وبالله التوفيق.



[1] من الآية (101) من سورة المائدة.