Loader
منذ سنتين

كثرة الشك في العبادة في الطهارة وعدد أشواط الطواف وغير ذلك


  • الطهارة
  • 2022-01-01
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (8010) من المرسل السابق، يقول : أنا كثير الشكوك أثناء الوضوء والصلاة، فأحياناً أشك في أني لم أغسل وجهي أو رأسي، وأحياناً أشك في أني لم أكبر تكبيرة الإحرام، أو لم أركع، أو لم أسجد، ونحو ذلك، هذا الأمر يطاردني كثيراً أرجو توجيهي، ماذا أفعل أحسن الله إليكم؟

الجواب:

        هذا يحتاج إلى معرفة السبب الذي نشأ عنه هذا الوسواس؛ لأن هذا ليس من الشك وإنما هذه وساوس، لكن لا بد من البحث عن أسباب هذه الوساوس، فبعض الناس تكون عنده مشاكل مالية، أو مشاكل زوجية، أو مشاكل أسرية بينه وبين أبيه أو أمه أو إخوانه، أو مشكلة في عمله، فهذه المشكلة تشغل باله ويختل لأجلها توازنه العقلي، ويجد الشيطان فرصةً للدخول على هذا الشخص من أجل الوسوسة، وقد تكون هذه الوسوسة ناتجة عن استعمال العادة السرية؛ فقد سألني كثيرٌ من الأشخاص عن الوساوس، وحينما أسأل الشخص وأقول له: هل أنت تقوم بالعادة السرية؟ يقول: نعم، وبعضهم يقول أقوم بها بإفراط، ولا شك أن هذا مرض، والرسول ﷺ قال: « يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء »، فاستعمالها ينشأ عنه اختلال في المركز العصبي للشخص، ونتيجةً لذلك تكثر عنده الوساوس، فيوسوس في زوجته، ويوسوس في صلاته، وفي عبادته... وفي كثير من الأمور.

        فغرضي أنا من جميع هذا الكلام هو: أن من أصيب بشيءٍ من الوساوس فعليه أن يبحث عن السبب الذي نشأت عنه هذه الوساوس، ويعالج هذا السبب.

        أما إذا لم يكن هناك سببٌ مطلقاً، فيكون هذا راجع إلى ضعف الإيمان عنده من جهة، وتسلط الشيطان عليه من جهةٍ أخرى، وعلاج ذلك هو أن تكون عنده قوة إرادة؛ بمعنى أنْ يرفض هذه الوساوس سواءٌ جاءت في الطهارة، أو جاءت في الصلاة، أو في الصيام، المهم ألّا يستسلم لها؛ لأنه إذا استسلم لها فإنها تتطور.

        وقد سألني أحدهم ممن تطور عنده الوسواس ووصل معه الأمر إلى أنْ يمر على المسجد والناس يصلون ويقول له الشيطان: ما فائدتك من صلاتك إذا كانت الوساوس كثيرةً معك؟ فيقول: أمر على المسجد وأترك الصلاة، يعني لا يصلي في البيت ولا في المسجد؛ لأن الشيطان وصل معه إلى درجة أن يقول: إن صلاتك هذه على هذه الصفة ليست لك منها فائدة، فعلى الإنسان أن يبحث عن السبب ويعالجه، وبالله التوفيق.