حكم من يرجع كل شيء للمكتوب أو للقدر
- القدر
- 2022-01-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (9107) من المرسلة ن من الجزائر-ولاية البرج-، تقول: في بلدتي يؤمن الناس بالقدر والمكتوب لكنهم يرجعون كل شيءٍ لهذا القدر، ومنهم من يقول بأنه ليس له بخت، أي الزهر، فمثلاً من لم يوفق في زواج ولا يجد وظيفة يرجع ذلك للبخت أو المكتوب، هل يمكن أن يكون هذا من الإيمان بالقضاء والقدر؟
الجواب:
أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: ما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائنٌ إلى أن تقوم الساعة، ومن ذلك أن كل شخصٍ مكتوب اسمه وعمله وشقي أو سعيد. والناس في سعيهم يسعون بالأسباب التي شرعها -جل وعلا-، لكن سعيهم في الأسباب مختلف؛ فمنهم من يميز بين الأسباب المشروعة والأسباب الممنوعة، فيأخذ بالأسباب المشروعة ويتجنب الأسباب الممنوعة، ولا فرق في ذلك بين الأسباب القولية والأسباب الفعلية وكذلك الكف، وكذلك إقرار الشيء.
فإن الشخص عليه أن يميز بين ما يكون من الأسباب مشروعاً يأخذ به، وما يكون من الأسباب ليس بمشروعٍ فإنه يتجنبه، وبعض الناس لا يميز بين السبب المشروع وبين السبب الممنوع، فتجد أنه يرتكب سبباً ممنوعاً وكأنه عنده سبب مشروع من ناحية عدم المبالاة، وارتكابه هذا يكون ذنباً، وقد ثبت عن رسول الله ﷺ قال: « إنَّ الرَّجلَ ليُحرم الرِّزقَ بالذنبِ يُصيبُهُ »[1]. فالذنوب التي يفعلها الإنسان هذه سواءٌ كانت في باب ترك الواجبات أو في باب فعل المحرمات، فهذه أسباب لها تأثيرٌ على مجرى حياة الإنسان، لكن بعض الناس قد يُغِرق في الذنوب؛ ولكن يستدرجه الله -جل وعلا- كما قال: {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}[2]، {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا}[3]، {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ}[4]، فلا يغتر الإنسان إذا رأى شخصاً عاصياً لله -جل وعلا-، والله يسبغ عليه نعمه، فليعلم أن ذلك من الاستدراج، وعلى الإنسان أن يأخذ بالأسباب المشروعة ويترك الأسباب الممنوعة. وبالله التوفيق.