الفتوى رقم (6309) من المرسلة السابقة، تقول: هل يجب استحضار النية عند القيام بالأعمال الصالحة كالصدقات وخلاف ذلك؟ أفتونا في هذا جزاكم الله خيراً.

الجواب:

        أمور العبادات كالطهارة مثلاً وكالصلاة؛ وهكذا سائر الأمور الاعتقادية كلها تفتقر إلى النية من جهتين:

        الجهة الأولى: من ناحية صحة العمل وتصفيته، وكونه خالصاً لوجه الله -جلّ وعلا-.

        والجهة الثانية: من جهة الثواب. ومن أجل أن يكون العمل صحيحاً ويكون مثاباً عليه لا بدّ فيه من النية؛ أما في أمور العادات فالنية شرط من ناحية الثواب على العمل.

        وعلى هذا الأساس فإذا أراد الشخص أن يخرج مالاً، فعليه أن يحدد بنيته هذا المال هل هو زكاة، أو كفارة يمين، أو كفارة من الكفارات الأخرى، أم أنه وفاء نذر، أم أنه صدقة لوجه الله -جلّ وعلا-، وقد يكون رشوة قد يدفع المال على أنه رشوة ويعتبره صدقة؛ لكنه في حقيقته وواقعه وقصد صاحبه أنه رشوة.

        فعلى المسلم أن يتقي الله وليعلم أنه لن يثاب إلا بما ابتغي به وجه الله. وبالله التوفيق.