حكم التوكيل في رمي الجمار
- الحج والعمرة
- 2021-06-21
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (405) من المرسل السابق، يقول: ما حكم التوكيل في رمي الجمرات؟ وهل يرمي الشخص الذي لم يكن حاجاً عن شخص حاج، وفيه من يوكل من يرمي عنه ثم يسافر قبل انتهاء أيام التشريق وقبل أن يرمي الوكيل عنه؟
الجواب:
توسّع الناس في التوكيل في رمي الجمار، فقد يوكّل الشخص وهو قادر قدرة تامة؛ ولكن يريد الترفّه بعدم الذهاب إلى رمي الجمار.
والأصل في باب رمي الجمار هو عدم التوكيل؛ ولكن بالنظر إلى أن الصبيان الذين كانوا مع الصحابة في حجة الوداع أحرم عنهم أولياء أمورهم ورموا عنهم، وذلك لأنهم كانوا عاجزين، فصار ذلك مخصِّصاً لهذا الأصل، وهو أن الشخص إذا كان عاجزاً عن الرمي؛ بمعنى: إنه يشق عليه مشقة خارجة عن المعتاد، فإنه يرخّص له في التوكيل؛ هذا الكلام من جهة الموكِّل.
وأما من جهة الوكيل، فالوكيل قد يكون حاجاً في ذلك العام، وقد لا يكون. فإذا كان حاجاً فإن توكيله يكون صحيحاً، وإذا لم يكن حاجاً فإنه لا يجوز له أن يوكّل، ولا يعتد بالرمي الذي رماه عن موكله، لا يجوز ذلك.
ومن جهة ثالثة: أن الناس حينما تساهلوا في التوكيل تجد أن بعضهم يوكل من يرمي عنه، ويسافر يوم العيد، فيوكل من يرمي عنه في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، ويسافر يوم العيد، وهو بذلك قد أساء لنفسه من وجوه:
الوجه الأول: أنه ترك المبيت بمنى.
والوجه الثاني: أنه قدّم طواف الوداع قبل انتهاء الرمي.
والوجه الثالث: أنه وكّل من غير حاجة إلى التوكيل، فيكون قادراً؛ ولكنه يريد سرعة السفر.
فعلى العبد إذا تلبّس بنسك حج أو عمرة، عليه أن يتقي الله في هذا النسك، وأن يؤديه على أكمل وجه. وفي حالة الرمي عليه يحاول بقدر إمكانه أن يباشره بنفسه، وإذا لم يتمكن من ذلك، فلا مانع من أن يوكل؛ ولكن يبقى -يعني لا يسافر-؛ لأن طوافه للوداع لا يصح إلا بعد استكمال الرمي؛ سواء أكان استكماله منه هو، أو كان استكماله من وكيله في حالة ما إذا كان المِّوكل عاجزاً، وهو بالخيار إن أراد أن ينفر في اليوم الثاني عشر بعد الرمي، ويطوف للوداع ويسافر، ولا حاجة إلى رمي اليوم الثالث عشر. وإن بقي في منى؛ أي: إذا أدركه الليل -أي إذا دخل عليه الليل- في منى اليوم الثالث عشر، وهو عازم على الإقامة فلا بدّ أن يبيت بمنى، وأن يرمي هو أو وكيله في اليوم الثالث عشر بعد الزوال، ثم بعد ذلك يطوف للوداع، وهو عندما يحصل منه إخلال بشيء من مناسك الحج كما سبق وصفه، فإنه قد يعاقب بذلك في طريقه بمعنى أنه قد يحصل عليه اصطدام أو انقلاب، المهم أنه قد يعاقب، فعلى العبد أن يتنبه لذلك، وأن يؤدي نسكه على أحسن وجه. والله ولي التوفيق.