Loader
منذ 3 سنوات

ظهور العروسين أمام الناس ليلة الزواج


الفتوى رقم (1774) من المرسل السابق، يقول: ما رأيكم في ظهور العروس والعريس ليلة الزواج على مكانٍ مرتفع ليراهما الحضور من النساء؟

الجواب:

 الزواج حصل في عهد الرسول ﷺ ، وفي عهد أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وفي عهد الصحابة والتابعين وفي القرون المفضلة، والمتتبع لما وقع من بعض المناسبات التي نقلت في التاريخ من مراسم زواج -يجد أنها أمور سهلة وميسرة، ولا يدخلها تكلّف ولا أمور محرمة.

وإذا نظرنا إلى بعض تقاليد الزواج في بعض البلدان عندنا، وجدنا أن بعض الأشخاص الذين سافروا إلى خارج المملكة، تأثروا بهذه المظاهر، وظنوا أنها مظاهر شرعية، وهذه في الحقيقة ليست من الشرع في شيء؛ فالمرأة تجتمع هي والزوج على مكانٍ مرتفع، وقد تكون المرأة على هيئةٍ خاصة وفيها محذور، وقد يكون الزوج -أيضاً- كذلك، والرجل ينظر إلى النساء، والنساء ينظرن إليه.

والسائل قد اقتصر في سؤاله على صورة من الصور، وهناك صورٌ أخرى، وهي أن أقارب الزوج وأقارب الزوجة من الذكور والإناث يجتمعون في مكانٍ واحد، ويكون الزوج والزوجة على مكانٍ مرتفع، فالنساء يشاهدن الرجال، والرجل يشاهدون النساء، والمرأة ترى الرجال الذين ليسوا بمحارم لها، والرجل يرى النساء اللاتي لسن بمحارم له؛ ولا شك أن هذا من المنكرات، وقد يُصاب الإنسان الذي يتساهل بهذه الأمور ويتعدى فيها حدود الله -جلّ وعلا-؛ بعدم توفيق في زواجه، فإن أساس الزواج هو التوفيق، فإذا حصل التوفيق بين الزوجين؛ فيكون هذا الزواج مباركاً، وإذا حصل الاختلاف بينهما، فقد يكون هذا الاختلاف عقوبة من العقوبات التي نشأت عن تساهلهما بارتكاب هذا العمل الذي ليس بمشروعٍ أصلاً.

وعلى الإنسان إذا أراد أن يتزوّج، أو أراد أن يزوّج ابنته عليه أن يقتدي بالسلف الصالح، فالرسول -صلوات الله وسلامه عليه- هو القدوة، وكذلك خلفاؤه من بعده؛ وكذلك أصحابه وسائر القرون المفضلة. ويوجد عندنا في عصرنا هذا من التزم طريقة السلف في مراسم الزواج، فعلى الإنسان أن يقتدي بالسلف في هذا الأمر ولا يقتدي بالغرب؛ لما يترتّب على الأول من المصالح، ولما يترتّب على الثاني من المفاسد. وبالله التوفيق.