Loader
منذ سنتين

كلمة عن الأخلاق التي أصابها خلل


  • فتاوى
  • 2022-03-11
  • أضف للمفضلة

 

الفتوى رقم (12474) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: ذكر الله -عزوجل- عن نبيه : {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[1] ونود من الشيخ عبدالله -جزاه الله خيراً- كلمة عن الأخلاق التي أصابها خلل في زماننا هذا فقلّ من نجد الرجل الخلوق المطبق لهدي الرسول ﷺ.

 الجواب:

من المعلوم أن تربية الشخص من حيث الأصل لها مصدر، ولها من أُنيط به هذا المصدر، ولها مورد، ولها عاقبة؛ وإنما ذكرت ذلك لأن كثيراً من الناس لا يهتم بتربية أولاده التربية الشرعية، ولهذا الرسول ﷺ قال: « كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه » فولي الطفل أو الطفلة هو مسؤول أمام الله عن تربية هذا الطفل أو هذه الطفلة على الطريقة الشرعية التي تخُص هذا الطفل وهذه الطفلة؛ لأن علوم الشريعة صنفان: صنف فرض عين، وصنف فرض كفاية. وفرض العين ما أوجب الله على العبد أن يعمله، وأن يقوله، وأن يعتقده في قلبه، وأن يكُفّ عنه. وبالنظر إلى فرض الكفاية ما أمر الله العبد أن يتعلمه؛ لكن يتعدى هذا التعلّم إلى غيره؛ كالشخص الذي يدرُس ويتولى القضاء، أو يدرُس ويتولى التعليم، أو ما إلى ذلك من أعمال المسلمين.

ومما يؤسف له أنه يوجد غفلة؛ سواء كانت هذه الغفلة من الولي، أو كانت الغفلة من الشخص بعدما يكون صالحاً لتوجيه نفسه، فتحصل غفلة من حيث الأصل، وتحصل غفلة من حيث الاستمرار، وبالتالي يُزاول هذا الشخص أعمالاً لا تكون مشروعة، ويعدل عن أشياء هي مشروعة، ولا يكون عنده اهتمام بما أقدم عليه من الأمور التي ليست بمشروعة، وما امتنع عنه من الأمور التي هي مشروعة، أو أتى بالأمور المشروعة على غير الوجه الذي شرعه الله -جل وعلا-.

فالواجب على من ولاه الله أمراً من أمور المسلمين نبدأ من مسؤولية الوالد نحو أولاده؛ وكذلك مسؤولية المدرّس نحو تلاميذه فيما يكون من باب فرض العين؛ لأن المدرّس يدرّسهم ما يكون من باب فرض العين، وكذلك ما يكون من باب فرض الكفاية؛ ولهذا الرسول ﷺ قال: « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته »، فإذا كان الشخص في وضع لا يتمكن من أن يتلقى العلوم التي لا تستقيم حياته إلا بها فهذا يجب على ولي أمره، وإذا وصل إلى درجة توفي ولي أمره وهو صغير، أو كان بعيداً عنه أو ما إلى ذلك وجب على هذا الشخص أن يتعلّم ما أوجب الله عليه. وبالله التوفيق.



[1] الآية (4) من سورة القلم.