الفتوى رقم (8454) من عدة مرسلين حول الاعتكاف لعلنا نجمعها في سؤالٍ واحد ويكون الجواب عليها مبسوطاً. ما حكم الاعتكاف وهل يخص في العشر الأواخر من رمضان أو يكون عاماً؟ ومتى يبدأ المعتكف ومتى ينتهي، وما الأمور التي تجب عليه، وتحرم عليه؟

الجواب:

        بالنظر إلى الاعتكاف من حيث الأصل مشروع، لكن أن الشخص قد ينذر اعتكافاً يوماً أو يومين أو ثلاثة، فيبدأ الاعتكاف من الوقت الذي نوى ابتدائه.

        فمثلاً نوى أن يعتكف ابتداءً من ليلة الأحد، فإذا غربت الشمس دخل معتكفه، فإذا مثلاً نذر يومين أو ثلاثة أيام يخرج بعد انتهاء هذه المدة، ولا يختص هذا برمضان ولا بغيره لكن الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان كان ﷺ يفعل ذلك، فيدخل في معتكفه بعد صلاة الفجر من أول العشر وبعد ذلك إذا انتهت مدة الاعتكاف فإنه يخرج.

        لكن الشخص إذا أراد أن يعتكف مثلاً فإنه ينظر إلى المكان الذي يريد أن يعتكف، فيه لا بد أن يكون في مسجد تصلى فيه الجماعة، وإذا كان مثلاً سيتناول مدة بحيث أنها تجب عليه صلاة الجمعة، فإنه أيضاً يحرص إذا تيسر له أن يعتكف في مكانٍ تصلى فيه الجمعة، وإذا تعذر ذلك فإنه إذا جاء وقت الجمعة، فإنه يخرج للصلاة لكنه لا يخرج من معتكفه إلا إذا شرط لنفسه شيئاً، فإن هذا الشرط لا يدخل ذلك فيه مدة الاعتكاف، لا يخرج مثلاً يبيع ويشتري ولا يخرج مثلاً إلا لحاجة لا بد منها، كما إذا أراد مثلاً أن يذهب يتوضأ وكذلك إذا لم يكن أحد يمكن أن يأتيه بطعامه يخرج للطعام ولا يجوز له أن يجامع زوجته في مدة اعتكافه، وبالله التوفيق.