Loader
منذ 3 سنوات

شرح حديث « إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته وخلقه فزوجوه »


الفتوى رقم (5431) من المرسلة السابقة، تقول: « إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته وخلقه فزوجوه »، اشرحوا لنا معنى هذا الكلام.

الجواب:

        هذا الحديث فيه بيان أن الشخص إذا تقدم لخطبة امرأة طلبها من وليها، فإنه ينظر في هذا الشخص فإذا كان مرضياً في دينه، وكان مرضياً في أمانته، وكان مرضياً في خلقه فلا مانع من تزويجه؛ ولكن المهم هو التحقق من كونه مرضياً في دينه وأمانته وخلقه.

        أما المظاهر العامة فإنها لا تكفي فلا بدّ من التحقق في ذلك؛ لأن الزواج ليس تجربة، وليس وجبة أكل يأكلها الشخص؛ لكنه علاقة بين شخصين علاقة عمر؛ فلا بدّ من أن يتحقق كلّ واحدٍ منهما؛ فكما أنه يتحقق من الرجل من جهة كفاءته في الأمانة، وكفاءته في الدِّين، وكفاءته في الخلق؛ فكذلك المرأة يتأكد الشخص الذي يريد أن يتزوجها يتأكد من دينها ومن أمانتها ومن خلقها. وإذا حصل التأكد وحصل الإقدام على الزواج فهذا يكون سبباً. وهذا السبب مبنيٌ على تحرٍ من الطرفين. وضمان كونه لا ينشأ في المستقبل خلافٌ بين الزوجين يكون الزوج هو السبب، أو تكون الزوجة هي السبب هذا ليس بوارد؛ لأن هذه أمور راجعة إلى تقدير الله -جلّ وعلا-. والمهم هو دخول الإنسان في بداية الأمر على بصيرة؛ أما ضمان المستقبل فإن هذا لا يمكن لا بالنسبة للزوج، ولا بالنسبة للزوجة، ولا بالنسبة لولي أمر الزوجة. وبالله التوفيق.